مدونة الحنابلة (1)
الجامع لعلوم الإمام أحمد
تأليف
خالد الرباط - سيد عزت عيد
(بمشاركة الباحثين بدار الفلاح)
«قسم الأدب والزهد»
[المجلد العشرون]
Bogga 1
جميع الحقوق محفوظة لدار الفلاح ولا يجوز نشر هذا الكتاب بأي صيغة أو تصويره PDF إلا بإذن خطي من صاحب الدار الأستاذ/ خالد الرباط
الطبعة الأولى
1430 ه - 2009 م
رقم الإيداع بدار الكتب
19194/ 2009
دار الفلاح للبحث العلمي وتحقيق التراث
18 شارع أحمس - حي الجامعة - الفيوم
ت: 01000059200
Bogga 2
الجامع لعلوم الإمام أحمد
[20]
Bogga 3
بسم الله الرحمن الرحيم
Bogga 4
كتاب الأدب والزهد
Bogga 5
باب آداب اللسان
1 - استحباب حفظ اللسان وقلة الكلام
قال عبد الله: حدثنا أبي، حدثنا عبد الرحمن، أخبرنا شعبة، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "كفى بالمرء كذبا"، وقال غندر: "إثما أن يحدث بكل ما سمع" (¬1).
"الزهد" ص 59
قال عبد الله: حدثنا أبي، حدثنا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن أبيه قال -يعني: لقمان: الصمت حكمة، وقليل فاعله.
"الزهد" ص 132
قال عبد الله: حدثنا أبي، أخبرنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: رأيت أبا بكر -رضي الله عنه- آخذا بلسانه، يقول: هذا أوردني الموارد.
"الزهد" ص 135 - 136
قال عبد الله: حدثنا أبي، حدثنا مسكين، حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عمن أخبره، عن أبي الدرداء أنه قال لامرأة طليقة اللسان: لو كنت خرساء كان خيرا لك.
"الزهد" ص 175
Bogga 12
قال عبد الله: حدثني أبي، حدثنا وكيع، حدثنا الأعمش، عن شمر بن عطية، عن سلمان رحمه الله قال: أكثر الناس ذنوبا أكثرهم كلاما في معصية الله عز وجل.
"الزهد" ص 188
قال عبد الله: حدثني أبي، حدثنا وكيع، حدثنا الأعمش، حدثنا سفيان، عن يزيد بن حيان التيمي، عن عيسى بن عقبة قال: قال عبد الله: والذي لا إله إلا هو ما على ظهر الأرض شيء أحق لطول سجن من لسان.
قال عبد الله: حدثني أبي، حدثنا عبد الرحمن، حدثنا سفيان، ووكيع، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله قال : بحسب المرء من الكذب أن يحدث بكل ما سمع.
"الزهد" ص 202
قال عبد الله: حدثنا أبي، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن الحسن ابن أبي جعفر، عن أبي الصهباء، عن سعيد بن جبير قال: رأيت ابن عباس آخذا بلسانه، وهو يقول باللسان: قل خيرا تغنم، أو اصمت تسلم، قبل أن تندم.
وقال عبد الله: حدثنا أبي، حدثنا عبد الوهاب، عن سعيد الجريري، عن رجل قال: رأيت ابن عباس آخذا بثمرة لسانه، وهو يقول: ويحك! قل خيرا تغنم، واسكت عن شر تسلم، قال: فقال له رجل: يا ابن عباس ما لي أراك آخذا بثمرة لسانك، تقول كذا وكذا؟ قال: بلغني أن العبد يوم القيامة ليس هو على شيء أحنق منه على لسانه.
"الزهد" ص 236
Bogga 13
قال عبد الله: حدثنا أبي، حدثنا أبو كامل، حدثنا حماد بن زيد، عن أبي الصهباء، عن سعيد بن جبير، عن أبي سعيد الخدري قال: إذا أصبح الرجل فإن أعضاءه تكفر اللسان، تقول: اتق الله فينا؛ فإنك إن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا.
"الزهد" ص 243 - 244
قال عبد الله: حدثني أبي، حدثنا عفان، حدثنا حماد، حدثنا شيخ من بني تميم قال: قال الأحنف بن قيس: إنه ليمنعني كثيرا من الكلام مخافة الجواب.
"الزهد" ص 286
قال عبد الله: حدثني أبي، حدثنا عبد الرحمن، حدثنا أبو الأشهب، عن الحسن قال: كانوا يقولون: لسان الحكيم وراء قلبه، فإذا أراد أن يقول رجع إلى قلبه، فإن كان له قال، وإن كان عليه أمسك، وإن الجاهل قلبه في طرف لسانه لا يرجع إلى قلبه، ما جرى على لسانه تكلم به، قال أبو الأشهب: كانوا يقولون: ما عقل دينه من لم يحفظ لسانه.
"الزهد" ص 331
قال عبد الله: حدثني أبي، حدثنا سفيان بن عيينة، عن بعض البصريين، عن الحسن رحمه الله قال: رحم الله عبدا قال فغنم، أو سكت فسلم.
"الزهد" ص 338
قال عبد الله: حدثنا أبي، حدثنا عبد الصمد، حدثنا أبو الأشهب، عن الحسن قال: كنا في قوم يخزنون ألسنتهم وينشرون أوراقهم ثم بقينا في قوم يخزنون أوراقهم ويبذلون ألسنتهم.
"الزهد" ص 348
Bogga 14
قال عبد الله: حدثني أبي، حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان قال: قال عمر بن عبد العزيز: من لم يعد كلامه من عمله كثرت ذنوبه.
"الزهد" ص 362
قال عبد الله: حدثني أبي، حدثنا عبد الرحمن، حدثنا حماد بن سلمة، عن رجاء أبي المقدام، عن حميد قال: قال عمر بن عبد العزيز: إني لأدع كثيرا من الكلام مخافة المباهاة.
"الزهد" ص 365
قال عبد الله: حدثني أبي، حدثنا الأسود بن عامر، حدثنا أبو بكر، عن عمرو بن ميمون قال: قدم أبو قلابة على عمر بن عبد العزيز، فقال له: حدث يا أبا قلابة، قال: والله إني أكره كثيرا من الحديث، وكثيرا من السكوت.
"الزهد" ص 368
قال عبد الله: حدثني أبي، حدثنا روح، حدثنا أبو الأشهب قال: ذكروا عن مورق العجلي قال: ما أدرك عندي مال زكاة قط، وقد طلبت إلى ربي تبارك وتعالى حاجة منذ عشرين سنة فما أعطانيها، ولا يئست منها. قالوا: وما هي؟ قال: طلبت إليه ألا أتكلم إلا فيما يعنيني.
"الزهد" ص 369
قال عبد الله: حدثني أبي، حدثنا سيار، حدثنا حفص، عن المعلى بن زياد القردوسي قال: قال مورق العجلي: أمر أنا في طلبه منذ عشرين سنة، فلم أقدر عليه، ولست بتارك طلبه أبدا. قالوا: وما هو يا أبا المعتمر؟ قال: الصمت عما لا يعنيني.
"الزهد" ص 376
قال المروذي: أخبرنا أن مجاهد بن موسى دخل على أحمد يعوده،
Bogga 15
فقال له: أوصني يا أبا عبد الله؛ فأشار أبو عبد الله إلى لسانه.
"طبقات الحنابلة" 2/ 494
2 - التحري في الحديث
قال عبد الله: حدثني أبي، حدثنا هارون، عن ضمرة، عن ابن شوذب قال: قال عامر: ما آسى على شيء فارقته بالعراق، إلا على ظمأ الهواجر، ومجالسة أقوام يتحرون الحديث.
"الزهد" ص 275
قال عبد الله: حدثني أبي، حدثنا أبو عبيدة، عن هشام، عن مورق العجلي، قال: ما تكلمت بشيء في الغضب فندمت عليه في الرضا.
"الزهد" ص 371
قال عبد الله، حدثني أبي، حدثنا وكيع، وعبد الرحمن، عن سفيان، عن نسير بن ذعلوق، عن إبراهيم التيمي، قال: حدثني من صحب الربيع بن خثيم عشرين سنة قال: فما سمعت منه كلمة تعاب.
"الزهد" ص 406
قال عبد الله: حدثني أبي، حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن أبيه، عن أبي يعلى، وبكر بن ماعز، عن الربيع بن خثيم قال: إن للحديث ضوءا كضوء النهار تعرفه، وظلمة كظلمة الليل تنكره.
"الزهد" ص 407
Bogga 16
3 - فصل فيما يكره وما يباح من الكلام
قال إسحاق بن منصور: قلت: تكره أن يقول الرجل: ما شئت؟
قال: كان عثمان -رضي الله عنه- كرهه (¬1)، وإن قال: إن شئت أحسن.
قال إسحاق: نهيهما واحد إلا أنه يبدأ: ما شاء الله عز وجل، ثم شئت.
"مسائل الكوسج" (3491)
قال إسحاق بن منصور: قلت: يكره للرجل أن يقول للرجل: فداك أبي وأمي؟ قال: يكره أن يقول: جعلني الله تعالى فداك ولا بأس أن يقول: فداك أبي وأمي.
قال إسحاق: كما قال.
"مسائل الكوسج" (3497)
قال إسحاق بن منصور: قلت: تكره زعموا أو زعم فلان؟
قال: أما زعموا فهو مكروه، قال: بئس مطية الرجل زعموا.
قال إسحاق: كما قال.
"مسائل الكوسج" (3511)
قال صالح: حدثنا أبي، قال: حدثنا هشيم، عن منصور، عن ابن سيرين أنه كان يكره أن يقول: شيعت فلانا.
وقال: إنما يشيع الميت.
"مسائل صالح" (821)
Bogga 17
قال أبو الفضل صالح: حدثني أبي، قال: حدثنا هشيم، عن ابن عون، عن ابن سيرين: أنه كان يكره أن يقول أكثر شيء.
"مسائل صالح" (823)
قال أبو داود: سمعت أحمد غير مرة يقول: زعموا.
"مسائل أبي داود" (1825)
Bogga 18
فصل في الكذب
4 - ذم الكذب وصوره
قال عبد الله: حدثني أبي، حدثنا عبد الصمد، حدثنا أبو هلال، حدثنا حميد بن هلال، عن أبي غالب يونس بن جبير، عن أنس قال: قال لي أبو موسى: جهزني يا أنس، وقال للناس: إني خارج إلى ثلاث. فلما جاء الوقت قال: يا أنس فرغت؟ قال: قلت: بقي كذا وكذا. قال: إني خارج. فقلت: لو أقمت حتى يفرغ منه. قال: إني أكره أن أكذب أهلي فيكذبوني، وأخونهم فيخونوني .
"الزهد" ص 247
قال عبد الله: حدثني أبي، حدثنا يحيى بن سعيد، عن عبد الله بن العيزار، عن الحسن قال: الكذب جماع النفاق.
"الزهد" ص 339
قال المروذي: قلت لأبي عبد الله: يجيئونني بالطعام، فإن قلت: لا آكله، ثم أكلت؟
قال: هذا كذب لا ينبغي أن يفعل.
"الآداب الشرعية" 1/ 41، "الفروع" 6/ 563
قال الأثرم: سمعت أبا عبد الله يسأل عن رجل أحب أن يملي على آخر كتابا؛ يكتب له فيه كذبا.
فقال: لا يكتب له الكذب.
"الآداب الشرعية" 1/ 61، "الفروع" 6/ 563
قال مهنا: سألته: يطمعه أن يعطيه شيئا، وينوي ألا يفعل؟
قال: لا.
"الفروع" 4/ 497
Bogga 19
5 - بم يعرف الكذابون؟
قال عبد الله: سمعت هارون المستملي يقول لأبي: بم تعرف الكذابين؟
قال: بالمواعيد، أو بخلف المواعيد.
"الفروع" 6/ 562، "الآداب الشرعية" 1/ 53
6 - أكذب الناس
قال الفضل بن زياد: سمعت أحمد بن حنبل يقول: أكذب الناس السؤال والقصاص.
"طبقات الحنابلة" 2/ 193
7 - ما رخص الكذب فيه
قال إسحاق بن منصور: قوله رخص في الكذب في ثلاث؟
قال: وما بأس به على ما قيل في الحديث.
قال إسحاق: كما جاء، وليس بكذب إذا اتبع ما جاء.
"مسائل الكوسج" (3314)
قال أبو طالب: قال أبو عبد الله: لا بأس أن يكذب لهم لينجو -يعني: الأسير- وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "الحرب خدعة" (¬1).
روى حنبل عنه أنه قال: الكذب لا يصلح منه جد ولا هزل.
Bogga 20
قلت له: فقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إلا أن يكون يصالح بين اثنين، أو رجل لامرأته، يريد بذلك رضاها؟ " (¬1).
قال: لا بأس به، فأما ابتداء الكذب فهو منهي عنه.
"الآداب الشرعية" 1/ 47
8 - في المعاريض مندوحة عن الكذب
قال ابن هانئ: كنا عند أبي عبد الله أحمد بن حنبل -رضي الله عنه- في منزله ومعنا المروذي ومهنا بن يحيى الشامي، فدق داق الباب، وقال: المروذي ههنا؟ فكأن المروذي كره أن يعلم موضعه، فوضع مهنا بن يحيى أصبعيه في راحته وقال: ليس المروذي ههنا.
فضحك أحمد ولم ينكر عليه ذلك.
"الأذكياء" ص 128، "المناقب" ص 284، "المغني" 13/ 499
قال الفضل بن زياد: سألت أحمد عن الرجل يعارض في كلامه يسألني عن الشيء أكره أن أخبره به.
Bogga 21
قال: إذا لم يكن يمينا فلا بأس، في المعاريض مندوحة عن الكذب (¬1).
"الفتاوى الكبرى" 3/ 182، "أعلام الموقعين" 3/ 236
قال مثنى الأنباري لأبي عبد الله: كيف الحديث الذي جاء في المعاريض في الكلام؟
Bogga 22
قال: المعاريض لا تكون في الشراء والبيع، وتصلح بين الناس، فلعل ظاهره أن المعاريض فيما استثنى الشرع من الكذب، ولا تجوز المعاريض في غيرها.
"أعلام الموقعين" 3/ 235، "الآداب الشرعية" 1/ 40
سأله محمد بن الحكم عن الرجل يحلف فيقول: هو الله لا أزيدك، يوهم الذي يشري منه؟ قال: هذا عندي يحنث؛ إنما المعاريض في الرجل يدفع عن نفسه، فأما في الشراء، والبيع لا تكون معاريض.
قلت: أو يقول: هذه الدراهم في المساكين إن زدتك؟
قال: هو عندي يحنث.
قال أبو طالب: إنه سأل أبا عبد الله عن الرجل يعارض في كلام الرجل يسألني عن الشيء أكره أن أخبره به؟
قال: إذا لم يكن يمين فلا بأس، في المعاريض مندوحة عن الكذب. وهو إذا احتاج إلى الخطاب، فأما الابتداء بذلك فهو أشد.
"الآداب الشرعية" 1/ 41
قال المروذي: جاء مهنا إلى أبي عبد الله ومعه أحاديث فقال: يا أبا عبد الله معي هذه وأريد أن أخرج فحدثني بها.
قال: متى تريد تخرج؟ قال: الساعة أخرج فحدثه بها وخرج، فلما كاد من الغد أو بعد ذلك جاء إلى أبي عبد الله.
قال له أبو عبد الله: أليس قلت: الساعة أخرج؟ قال: قلت: أخرج من بغداد؟ إنما قلت لك: أخرج من زقاقك.
"الآداب الشرعية" 1/ 41
Bogga 23
فصل في الغيبة
9 - ما كره من الغيبة
قال المروذي: ذكرت لأبي عبد الله رجلا، فقال: في نفسي شغل عن ذكر الناس.
قال المروذي: وذكر له رجل، فقال: ما أعلم إلا خيرا.
قيل له: قولك فيه خلاف قوله فيك، فتبسم، وقال: ما أعلم إلا خيرا، هو أعلم وما يقول، تريد أن أقول ما لا أعلم!
وقال: رحم الله سالما، زحمت راحلته راحلة رجل فقال الرجل لسالم: أراك شيخ سوء. قال: ما أبعدت (¬1).
عن سفيان، عن سليمان، عن أبي رزين، قال: جاء رجل إلى فضيل بن بزوان، فقال: إن فلانا يقع فيك. فقال: لأغيظن من أمره، يغفر الله لي وله. قيل له: من أمره؟ قال: الشيطان.
حدثنا جبير بن عبد الله، قال: شهدت وهب بن منبه، وجاءه رجل، فقال: إن فلانا يقع فيك. فقال وهب: أما وجد الشيطان أحدا يستخف به غيرك؛ قال: فما كان بأسرع من أن جاء الرجل، فرفع مجلسه، وأكرمه.
"الورع" (617 - 620)
قال عبد الله: قرأت على أبي، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، حدثنا الحارث بن عمير، عن رجل من أهل البصرة قال: قيل
Bogga 24
للأحنف: مالك لا تمس الحصا؟ قال: ما في مسه أجر، ولا في تركه وزر، مع أني في خلتان: لا أغتاب جليسي إذا قام من عندي، ولا أدخل في أمر قوم لم يدخلوني معهم.
"الزهد" ص (286)
10 - الفرق بين الغيبة والبهتان
قال أبو الفضل صالح: حدثني أبي قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة قال: سمعت عباسا الجريري، يحدث عمن سمع ابن عمر يقول: إذا قلت للرجل ما ليس فيه، فهي فرية، فإذا قلت ما فيه فهي غيبة.
"مسائل صالح" (786)
قال محمد بن يحيى الكحال لأبي عبد الله: الغيبة أن تقول في الرجل ما فيه؟
قال: نعم.
قال: وإن قال ما ليس فيه فهذا بهت.
"الآداب الشرعية" 1/ 35
11 - متى تباح الغيبة؟
قال إسحاق بن منصور: قلت: إذا علم من الرجل الفجور أيخبر به الناس؟ قال: لا، بل يستر عليه إلا أن يكون داعية.
قال إسحاق: لا، بل عند الحاجة في تعديل أو تزويج أو ما أشبهه فليخبر به؛ لأنه ليس بغيبة حينئذ.
"مسائل الكوسج" (3523)
Bogga 25
قال حرب: سمعت أحمد يقول: الرجل إذا كان فيحب بدعة، يظهر ذلك أو معلنا بفسقه فليست له غيبة.
وقال حرب: سألت إسحاق عن غيبة أهل البدع؟ قال: ليست لهم حرمة، وذكر عن ابن المبارك قال: ليس لهم غيبة، ولكن أكره أن يعود الرجل لسانه، وكذلك أهل الشرك، وذكر عن ابن سيرين كراهيته.
وقال: سألت إسحاق عن غيبة السلطان الجائر؟
قال : لا يكون فيهم إلا ما يكره للإنسان أن يعود لسانه.
وقال سألت إسحاق عن غيبة أهل الشرك؟
قال: ليس أكرهه، ولكن أكره أن يعود لسانه.
وقال: سألت إسحاق عن لعن أهل البدع؟ قال: يستوجبون اللعنة.
"مسائل حرب" ص 317 - 319
قال أبو طالب: سئل أبو عبد الله عن الرجل يسأل الرجل، يخطب إليه، فيسأل عنه، فيكون رجل سوء، فيخبره مثل ما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- حين قال لفاطمة: "معاوية عائل، وأبو جهم عصاه على عاتقه" (¬1) يكون غيبة إن أخبره؟ قال: المستشار مؤتمن، يخبره بما فيه، وهو أظهر، ولكن يقول: ما أرضاه لك، ونحو هذا حسن.
وعن الحسن بن علي (¬2) أنه سأل أبا عبد الله عن معنى الغيبة يعني: في النصيحة؟ قال: إذا لم ترد عيب الرجل.
Bogga 26