٥٥-[٥٤] أخبرنا محمد، أنا ابن وهب قال: أخبرني عبد الرحمن بن شريح وابن لهيعة والليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن ثابت بن يزيد الخولاني أخبره؛ أنه كان له عم يبيع الخمر، وكان يتصدق، فنهيته عنها، فلم ينته، فقدمت المدينة، فلقيت ابن عباس، فسألته عن الخمر وثمنها، فقال: هي حرام وثمنها حرام.
ثم قال: يا معشر أمة محمد، إنه لو كان كتاب بعد كتابكم، ونبي بعد نبيكم، لأنزل فيكم كما أنزل فيمن قبلكم، ولا أخر ذلك من أمركم إلى يوم القيامة، ولعمري لهو أشد عليكم.
قال ثابت: ثم لقيت عبد الله بن عمر، فسألته عن ثمن الخمر، فقال: سأخبرك عن الخمر، إني كنت عند رسول الله ﷺ في المسجد، فبينا هو محتبي، حل حبوته، ثم قال: «من كان عنده من هذه الخمر شيء فليؤت بها» فجعلوا يأتونه بها، فيقول أحدهم: عندي راوية، ويقول الآخر: عندي زق أو ما شاء الله أن يكون عنده.
⦗٥٠⦘
فقال رسول الله ﷺ: «اجمعوا ببقيع كذا وكذا، ثم آذنوني» . ففعلوا: ثم آذنوه. فقام وقمت معه، فمشيت عن يمينه، وهو متكئ علي، فلحقنا أبو بكر، فأخذ رسول الله ﷺ، فجعلني عن شمال، وجعل أبا بكر مكاني، ثم لحقنا عمر بن الخطاب، فأخرني وجعله عن يساره، فمشى بينهما، حتى إذا وقف على الخمر، فقال للناس: «أتعرفون هذه؟» قالوا: نعم يا رسول الله، هذه الخمر. فقال: «صدقتم» .
قال: «فإن الله لعن الخمر، وعاصرها، ومعتصرها، وشاربها، وساقيها، وحاملها، والمحمولة إليه، وبائعها، ومشتريها، وآكل ثمنها» . ثم دعا بسكين فقال: «اشحذوها» . ففعلوا. ثم أخذها رسول الله ﷺ يخرق بها الزقاق.
فقال الناس: إن في هذه الزقاق منفعة. قال: «أجل، ولكني إنما أفعل ذلك غضبًا لله لما فيها من سخطه» .
قال عمر: أنا أكفيك يا رسول الله. قال: «لا» .
وبعضهم يزيد على بعض في قصة الحديث.
1 / 49