• وخرَّج النّسائيُّ من حديث أبي أمامة قال: جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال: أرأيت رجلا غَزَا يلتمس الأجر والذكر! ماله؟ فقال رسول الله ﷺ: "لا شَيء له" ثم قال رسول الله ﷺ: "إنَّ الله لا يَقْبَلُ مِنَ الْعَمَلِ (^١) إِلا مَا كَانَ خَالِصًا وابْتُغِيَ بِه وَجْهُهُ" (^٢).
* * *
• وخرَّجَ أبو داود من حديث أبي هريرة ﵁ أن رجلًا قال: يَا رَسُولَ الله! رَجُلٌ يُرِيدُ الجهَادَ وَهُوَ يَبْتَغي عَرَضًا مِنْ عَرَضِ الدُّنْيا؟ فقال رَسُولُ الله ﷺ: "لَا أَجْرَ لَهُ" فأعَأدَ عَلْيهِ ثَلاثًا والنَّبِيُّ ﷺ يَقُولُ: "لا أَجْرَ لَهُ" (^٣).
* * *
• وخرج الإمام أحمد وأبو داود من حديث معاذ بن جبل عن النبي ﷺ قال: "الْغَزْوُ غَزْوَانِ: فَأمَّا مَنَ ابتَغَى وَجْهَ الله: وَأطَاعَ الإمامَ، وأَنْفَقَ الكَرَيمةَ، وَيَاسَر الشَّريكَ (^٤) وَاجتَنَبَ الْفَسَادَ -فَإِنَّ نَوْمَهُ وَنبْهَهُ أَجْرٌ كُلُّه، وأَمَّا مَنْ غَزَا فَخْرًا وَرِيَاءً وسُمْعةً، وَعَصىَ الإِمَامَ، وأفْسَدَ فيِ الأَرْضِ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يَرْجِعْ بِالكَفَافَ" (^٥).
* * *
• وخرج أبو داود من حديث عبد الله بن عمرو ﵄ قال: "قُلْتُ يَا رَسُولَ الله! أَخْبِرْنِي عَنِ الجهِاد والْغَزْو؟ فَقَالَ: إنْ قَاتَلْتَ صَابِرًا مُحْتَسِبًا بَعَثَكَ الله صَابِرًا مُحْتَسبًا، وإن قَاتَلْتَ مُرائيًا مُكاثِرًا بَعَثَك الله مُرائِيًا مُكاثِرًا: عَلَى أيِّ حَالٍ قَاتلْتَ أوْ قُتِلْتَ بَعَثكَ الله (^٦) عَلَى تيك الحَال".
* * *
(^١) سقطت من هـ، م.
(^٢) سنن النسائي، كتاب الجهاد: باب من غزا يلتمس الأجر والذكر ٦/ ٢٥ ح ٣١٤٠.
(^٣) سنن أبي داود، كتاب الجهاد: باب فيمن يغزو ويلتمس الدنيا ٣/ ٣٠ - ٣١ وسكت عنه المنذري وأبو داود.
(^٤) ياسر الشريك: ساهله.
(^٥) مسند أحمد: ٥/ ٢٣٤ (حلبي).
وسنن أبي داود في الموضع المذكور. وذكر المنذري أن في سنده بقية بن الوليد وفيه مقال، عون المعبود ٣/ ٣٢١ ورواه الحاكم ٢/ ٨٥ من طريق بقية لكن صححه على شرط مسلم وأقره الذهبي، ولا غرابة فبقية صدوق يدلس لكنه صرح هنا بالسماع.
(^٦) في م، هـ "بتلك الحال" وفي ن، س: "على تيك" وما أثبتناه؛ موافق لما في السنن. راجع كتاب الجهاد: باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا ٣/ ٣٢.