فسلَّم على رسول الله ﷺ فأَعْرَضَ عنه، فعل ذلك مِرَارًا؛ فهدمها الرجل (^١).
• وخرجه الطبراني من وجه آخر عن أنس أيضًا وعنده: فقال النبي ﷺ: "كُلُّ بنَاءٍ - وأشارَ بيده هكذا عَلَى رأسه - أَكْثَرُ مِنْ هذَا فَهَوُ وبالٌ" (^٢).
• وقال حريث بن السائب عن الحسن: "كنت أدخل بيوت أزواج النبي ﷺ في خلافة عثمان ﵁، فأتناول سقفَهَا بيدي".
* * *
وروي عن عمر ﵁ أنه كتب: "لا تُطيلوا بِنَاءَكم؛ فإنه شَرُّ أَيامِكُمْ".
• وقال يزيد ابن أبي زياد: قال حذيفة لسلمان (^٣): "ألا نبني لك مسكنًا يا أبا عبد الله؟ قال: لِم؟ لتجعلَني مَلَكًا؟ قال: لا! ولكن نبني لك بيتًا من قصب ونسقفه بالبواري (^٤) إذا قمت كاد أن يصيب (^٥) رأسَك وإذا نمت كاد أن يمسَّ طرفيْك (^٦) قال: كأنك كنتَ في نفسى!؟ ".
* * *
• وعن عمار بن أبي عمار قال: "إذا رَفَعَ الرجل بناءه فوق سبعة أذرع نودي: يا أفسق الفاسقين إلى أين؟ ".
خرّجهُ كُلَّه ابنُ أبي الدنيا.
(^١) سنن أبي داود في كتاب الأدب: باب ما جاء في البناء ٥/ ٤٠٢ - ٤٠٣ ح ٥٢٣٧.
(^٢) الذي في معجم الطبراني في هذا المعنى: عن واثلة وليس عن أنس، فقد روى الطبراني في الكبير من حديث واثلة بن الأسقع ﵁ قال: قال النبي ﷺ: "كل بنيان وبال على صاحبه إلا ما كان هكذا - وأشار بكفه - وكل علم وبال على صاحبه يوم القيامة إلا من عمل به".
قال الهيثمي: وفيه هانئ بن المتوكل.
قال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج به بحال.
أما ما جاء عن أنس في هذا المعنى فهو ما رواه البيهقي في الشعب أن النبي ﷺ قال: "كل بناء وبال على صحابه يوم القيامة إلا مسجدًا" وإسناده حسن.
راجع الجامع الصغير وزيادته وجامع الأحاديث ٥/ ٧٨ والتيسير بشرح الجامع ٢/ ٢١١ - ٢١٢.
وحديث أنس عند أبي داود في السنن ٥/ ٤٠٢ - ٤٠٣ بسياقه كاملا وفي آخره: "أما إن كل بناء وبال على صاحبه إلا مالا إلا مالا" قال أنس: يعني ما لابد منه.
(^٣) أورده أبو نعيم في الحلية ١/ ٢٠٢ في ثنايا ترجمته لسلمان (١٨٥ - ٢٠٨) بنحوه مع اختلاف يسير.
(^٤) البواري: جمع باري وبارياء وهو الحصير المنسوج.
(^٥) م: "يمسَّ".
(^٦) ب: "طرفك".