124

Jamic Culum Wa Hikam

جامع العلوم والحكم

Baare

الدكتور محمد الأحمدي أبو النور، وزير الأوقاف وشئون الأزهر سابقًا

Daabacaha

دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الثانية

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٤ م

Goobta Daabacaadda

القاهرة

[وبالتقوى]:
• والمقرون بالتقوى كقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ﴾ (^١).
• وقد يذكر مفردًا.
• كقوله تعالى: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾ (^٢).
• وقد ثبت في صحيح مسلم عن النبي ﷺ تفسير الزيادة بالنظر إلى وجه الله تعالى في الجنة (^٣).
وهذا مناسب لجعله جزاء لأهل الإِحسان، لأن الإِحسان هو أن يَعْبُدَ المؤمن ربّهُ في الدنيا على وجه الحضور والمراقبة، كأنه يراه بقلبه، وينظر إليه في حال عبادته؛ فكان جزاء ذلك: النَّظَرَ إلى وجه الله عَيَانًا (^٤) في الآخرة.
وعكس هذا ما أخبر الله تعالى به عن جزاء الكفار في الآخرة: ﴿كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ﴾ (^٥).
وجعل ذلك جزاءً لحالهم في الدنيا، وهو تراكم الرّانِ على قلوبهم حتى حُجِبَتْ عن معرفته، ومراقبته في الدنيا، فكان جزاؤهم على ذلك أن حُجِبُوا عن رؤيته في الآخرة.
* * *
[تفسير النبي ﷺ للإحسان]:
• فقوله ﷺ في تفسير الإحسان: "أنْ تعْبُدَ الله كَأنَّك تَرَاهُ" مشيرًا إلى أن العبد يعبد الله تعالى على هذه الصفة، وهي استحضار قربه وأنه بن يديه كأنه يراه، وذلك يوجب الخشية والخوفَ، والهيبةَ والتعظيم؛ كما جاء في رواية أبي هريرة ﵁: "أن تَخْشَى الله كأنَّكَ تَرَاهُ" (^٦).
ويوجب أيضًا: النُّصْحَ في العبادة، وبذلَ الجَهد في تحسينها وإتمامها وإكمالها.
* * *

(^١) سورة النحل: ١٢٨.
(^٢) سورة يونس: ٢٦.
(^٣) صحيح مسلم في كتاب الإيمان: باب إثبات رؤية المؤمنين في الآخرة ربهم ﷾ ١/ ١٦٣. ح ٢٩٧ - (١٨١) و٢٩٨ - (…).
(^٤) ب: "إلى الله … ".
(^٥) سورة المطففين: ١٥.
(^٦) هي رواية مسلم تقدمت ص ٩٩.

1 / 128