301

Jamic Bayan

جامع البيان في تفسير القرآن

" أنا دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى "

حدثنا بذلك ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان الكلاعي: أن نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله أخبرنا عن نفسك قال

" نعم، أنا دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى صلى الله عليه وسلم "

حدثني عمران بن بكار الكلاعي، قال: ثنا أبو اليمان، قال: ثنا أبو كريب، عن أبي مريم، عن سعيد بن سويد، عن العرباض بن سارية السلمي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

" إني عند الله في أم الكتاب خاتم النبيين وإن آدم لمنجدل في طينته، وسوف أنبئكم بتأويل ذلك: أنا دعوة أبي إبراهيم وبشارة عيسى قومه ورءويا أمي "

حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن وهب، قال: أخبرني معاوية، وحدثني عبيد بن آدم بن أبي إياس العسقلاني، قال: حدثني أبي ، قال: ثنا الليث بن سعد، عن معاوية بن صالح، قالا جميعا، عن سعيد بن سويد، عن عبد الله بن هلال السلمي، عن عرباض بن سارية السلمي، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه. حدثني المثنى، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثنا معاوية، عن سعيد بن سويد، عن عبد الأعلى بن هلال السلمي، عن عرباض بن سارية أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فذكر نحوه. وبالذي قلنا في ذلك قال جماعة من أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر بن معاذ، قال: ثنا يزيد بن زريع، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله: { ربنا وابعث فيهم رسولا منهم } ففعل الله ذلك، فبعث فيهم رسولا من أنفسهم يعرفون وجهه ونسبه، يخرجهم من الظلمات إلى النور، ويهديهم إلى صراط العزيز الحميد. حدثنا موسى، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السدي: { ربنا وابعث فيهم رسولا منهم } هو محمد صلى الله عليه وسلم. حدثت عن عمار، قال: ثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه عن الربيع: { ربنا وابعث فيهم رسولا منهم } هو محمد صلى الله عليه وسلم، فقيل له: قد استجيب ذلك، وهو في آخر الزمان. ويعني تعالى ذكره بقوله: { يتلوا عليهم آياتك } يقرأ عليهم كتابك الذي توحيه إليه. القول في تأويل قوله تعالى: { ويعلمهم الكتاب والحكمة }. ويعني بالكتاب القرآن. وقد بينت فيما مضى لم سمي القرآن كتابا وما تأويله. وهو قول جماعة من أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: { ويعلمهم الكتاب }: القرآن.

ثم اختلف أهل التأويل في معنى الحكمة التي ذكرها الله في هذا الموضع، فقال بعضهم: هي السنة. ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر بن معاذ، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، والحكمة: أي السنة. وقال بعضهم: الحكمة هي المعرفة بالدين والفقه فيه. ذكر من قال ذلك: حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قلت لمالك: ما الحكمة؟ قال: المعرفة بالدين، والفقه في الدين، والاتباع له. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: { والحكمة } قال: الحكمة: الدين الذي لا يعرفونه إلا به صلى الله عليه وسلم يعلمهم إياها. قال: والحكمة: العقل في الدين وقرأ:

ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا

[البقرة: 269]. وقال لعيسى:

ويعلمه الكتب والحكمة والتوراة والإنجيل

Bog aan la aqoon