286

Jamic Bayan

جامع البيان في تفسير القرآن

يعني جل ثناؤه بقوله: { وإذ ابتلى } وإذا اختبر، يقال منه: ابتليت فلانا ابتليه ابتلاء. ومنه قول الله عز وجل { وابتلوا اليتامى } يعني به: اختبروهم. وكان اختبار الله تعالى ذكره إبراهيم اختبارا بفرائض فرضها عليه، وأمر أمره به، وذلك هو الكلمات التي أوحاهن إليه وكلفه العمل بهن امتحانا منه له واختبارا. ثم اختلف أهل التأويل في صفة الكلمات التي ابتلى الله بها إبراهيم نبيه وخليله صلوات الله عليه، فقال بعضهم: هي شرائع الإسلام، وهي ثلاثون سهما. ذكر من قال ذلك: حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا عبد الأعلى، قال: ثنا داود، عن عكرمة، عن ابن عباس في قوله: { وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات } قال: قال ابن عباس: لم يبتل أحد بهذا الدين فأقامه إلا إبراهيم ، ابتلاه الله بكلمات فأتمهن قال: فكتب الله له البراءة، فقال:

وإبراهيم الذي وفى

[النجم: 37] قال: عشر منها في الأحزاب، وعشر منها في براءة، وعشر منها في المؤمنين وسأل سائل وقال: إن هذا الإسلام ثلاثون سهما. حدثنا إسحاق بن شاهين، قال: ثنا خالد الطحان، عن داود، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: ما ابتلي أحد بهذا الدين فقام به كله غير إبراهيم ابتلي بالإسلام فأتمه، فكتب الله له البراءة، فقال:

وإبراهيم الذي وفى

[النجم: 37] فذكر عشرا في براءة، فقال:

التائبون العابدون الحامدون

[التوبة: 112] إلى آخر الآيات، وعشرا في الأحزاب:

إن المسلمين والمسلمات

[الأحزاب: 35]، وعشرا في سورة المؤمنين، إلى قوله:

والذين هم على صلواتهم يحافظون

Bog aan la aqoon