Jamic Bayan
جامع البيان في تفسير القرآن
[البقرة: 39]. وقال آخرون في ذلك بما: حدثنا أبو كريب، قال: ثنا يونس بن بكير، قال: ثنا ابن إسحاق، قال: حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت، قال: حدثني سعيد بن جبير أو عكرمة، عن ابن عباس، قال: كانت يهود يقولون: إنما مدة الدنيا سبعة آلاف سنة، وإنما يعذب الله الناس يوم القيامة بكل ألف سنة من أيام الدنيا يوما واحدا من أيام الآخرة، وإنها سبعة أيام.
فأنزل الله في ذلك من قولهم: { وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة } الآية. حدثنا ابن حميد قال: ثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني محمد بن أبي محمد، عن سعيد بن جبير أو عكرمة، عن ابن عباس، قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ويهود تقول: إنما مدة الدنيا سبعة آلاف سنة، وإنما يعذب الناس في النار بكل ألف سنة من أيام الدنيا يوما واحدا في النار من أيام الآخرة، فإنما هي سبعة أيام ثم ينقطع العذاب. فأنزل الله عز وجل في ذلك من قولهم { لن تمسنا النار } الآية. حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله: { وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة } قال: كانت تقول: إنما الدنيا سبعة آلاف سنة، وإنما نعذب مكان كل ألف سنة يوما. حدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله، إلا أنه قال: كانت اليهود تقول: إنما الدنيا، وسائر الحديث مثله. حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، قال: قال ابن جريج، قال مجاهد: { وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة } من الدهر، وسموا عدة سبعة آلاف سنة، من كل ألف سنة يوما يهود تقول. القول في تأويل قوله تعالى: { قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون }. قال أبو جعفر: لما قالت اليهود ما قالت من قولها: { لن تمسنا النار إلا أياما معدودة } على ما قد بينا من تأويل ذلك، قال الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قل يا محمد لمعشر اليهود { أتخذتم عند الله عهدا } أخذتم بما تقولون من ذلك من الله ميثاقا فالله لا ينقض ميثاقه ولا يبدل وعده وعقده، أم تقولون على الله الباطل جهلا وجراءة عليه؟ كما: حدثنا محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: { قل أتخذتم عند الله عهدا } أي موثقا من الله بذلك أنه كما تقولون. حدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله. حدثني المثنى، قال: ثنا آدم، قال: ثنا أبو جعفر، عن قتادة قال: قالت اليهود: لن ندخل النار إلا تحلة القسم عدة الأيام التي عبدنا فيها العجل. فقال الله: { أتخذتم عند الله عهدا } بهذا الذي تقولونه، ألكم بهذا حجة وبرهان { فلن يخلف الله عهده } فهاتوا حجتكم وبرهانكم { أم تقولون على الله ما لا تعلمون }.
حدثنا أبو كريب، قال: ثنا عثمان بن سعيد، عن بشر بن عمارة، عن أبي روق، عن الضحاك، عن ابن عباس، قال: لما قالت اليهود ما قالت، قال الله جل ثناؤه لمحمد: { قل أتخذتم عند الله عهدا } يقول: أدخرتم عند الله عهدا؟ يقول: أقلتم لا إله إلا الله لم تشركوا، ولم تكفروا به؟ فإن كنتم قلتموها فارجوا بها، وإن كنتم لم تقولوها فلم تقولون على الله ما لا تعلمون؟ يقول: لو كنتم قلتم لا إله إلا الله، ولم تشركوا به شيئا، ثم متم على ذلك لكان لكم ذخرا عندي، ولم أخلف وعدي لكم أني أجازيكم بها. حدثني موسى بن هارون، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط عن السدي، قال: لما قالت اليهود ما قالت، قال الله عز وجل: { قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده } وقال في مكان آخر:
وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون
[آل عمران: 24]. ثم أخبر الخبر فقال:
بلى من كسب سيئة
[آل عمران: 81]. وهذه الأقوال التي رويناها عن ابن عباس ومجاهد وقتادة بنحو ما قلنا في تأويل قوله: { قل أتخذتم عند الله عهدا } لأن مما أعطاه الله عباده من ميثاقه أن من آمن به وأطاع أمره نجاه من ناره يوم القيامة. ومن الإيمان به الإقرار بأن لا إله إلا الله، وكذلك من ميثاقه الذي واثقهم به أن من أتى الله يوم القيامة بحجة تكون له نجاة من النار فينجيه منها. وكل ذلك وإن اختلفت ألفاظ قائليه، فمتفق المعاني على ما قلنا فيه، والله تعالى أعلم.
[2.81]
وقوله: { بلى من كسب سيئة } تكذيب من الله القائلين من اليهود:
لن تمسنا النار إلا أياما معدودة
Bog aan la aqoon