Jamic Athar
جامع الآثار في السير ومولد المختار
Noocyada
فصل في اختيار الله تعالى له، واجتبائه وتفضيله على الخلائق
واصطفائه
قال الله عز وجل: {وربك يخلق ما يشاء ويختار}.
خلق الله عز وجل المخلوقات، واختار منها ما شاء، وفضله على ما سواه، فاختار الله عز وجل من المخلوقات ذوات الأرواح، ثم اختار من ذوات الأرواح من بني آدم، ثم اختار من بني آدم العقلاء، ثم اختار من العقلاء المؤمنين، ثم اختار من العلماء الأنبياء.
ذكر نحوه أبو الفرج ابن الجوزي.
ولما كان أنبياء الله -عليهم الصلاة والسلام- صفوة عباده وخير خلقه كلفهم القيام بحقه، واستخلصهم من أكرم العناصر، وأمدهم بأكرم الأواصر، حفظا لنسبهم من قدح، ولمنصبهم من جرح؛ لتكون النفوس لهم أوطأ والقلوب لهم أصفى، فيكون الناس إلى إجابتهم، ولأوامرهم أطوع.
قاله أبو الحسن الماوردي في كتابه "أعلام النبوة".
والأنبياء مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا، ثم اختار من الأنبياء، والرسل وهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رسولا -صلى الله عليهم أجمعين.
والعدد المذكور للأنبياء والرسل الذين منهم على ما هو مذكور في حديث إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني، عن أبيه، عن جده، عن
Bogga 374