Jamic Athar
جامع الآثار في السير ومولد المختار
Noocyada
قال هرقل: ما تحيتكم؟ فقال هشام: تحيتنا السلام.
فقال هرقل: بذلك تحيون ملوككم؟ قال: نعم، بذلك نحيي ملوكنا.
فقال هرقل: كيف يرث الميت منكم؟ فقال هشام: يرث أقرب الناس إليه.
فقال: كيف صومكم وصلاتكم؟ فوصف له هشام بن العاص ذلك.
فقال هرقل: فما أعظم كلامكم؟ فقال هشام: أعظم كلامنا: لا إله إلا الله، والله أكبر.
قال: فانتقضت القبة من سقفها، حتى فزع هرقل من ذلك، ثم رفع رأسه، فنظر إلى السقف وقال: خبروني عن هذه الكلمة، أكلما قلتموها انتقضت سقوفكم؟ قال هشام: لا، وما رأينا هذا إلا عندكم، وما نظن هذا إلا لشيء وعظت به لتعتبر.
فقال هرقل: ما أحسن الصدق وأزين الحق! ولكن خبروني عن هذه الكلمة، أتقولونها إذا أردتم أن تفتحوا المدن والحصون؟ فقال هشام: نقولها ولا نعتمد إلا عليها.
قال: فأطرق هرقل ساعة، ثم إنه راطن بعض غلمانه بالرومية، وأقبل على هشام بن العاص وأصحابه فقال: إني قد أمرت لكم بمنزل فصيروا إليه يومكم هذا.
قال: فصار هشام والمسلمون في ذلك المنزل، وأمر لهم بطعام وعلوفة ما يصلحهم، فلما كان من غد بعث إليهم فدعاهم، فدخلوا إليه، وليس في مجلسه أحد، فأمرهم بالجلوس فجلسوا، ثم دعا بشيء على مثل الصندوق الصغير إلى الطول ما هو، وفيه بيوت صغار، عليها أبواب، ففتح منها بابا، وذكر الحديث بطوله ومعناه.
وقال الإمام الزاهد أبو الفتح نصر بن إبراهيم بن نصر المقدسي في
Bogga 305