197

Jamic Athar

جامع الآثار في السير ومولد المختار

Noocyada

جبل، [رجل طوال]، قال: فجاء حتى سلم وجلس، فحفوا به وعظموه وأصحابي الذين كنت معهم، وأحدقوا به.

فقال: أين كنتم؟

فأخبروه، فقال: ما هذا الغلام معكم؟

فأثنوا علي خيرا، وأخبروه باتباعي إياهم، ولم أر مثل إعظامهم إياه.

فحمد الله وأثنى عليه، ثم ذكر من أرسل من رسله وأنبيائه، وما لقوا وما صنع بهم، ثم ذكر مولد عيسى ابن مريم عليهما السلام، وأنه ولد لغير ذكر، فبعثه الله عز وجل رسولا، وأجرى على يديه إحياء الموتى، وإبراء الأعمى والأبرص، وأنه يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه، فيكون طيرا بإذن الله، وأنزل عليه الإنجيل، وعلمه التوراة، وبعثه رسولا إلى بني إسرائيل، فكفر به قوم؛ وآمن به قوم.

وذكر بعض ما لقي عيسى ابن مريم، وأنه كان عبد الله أنعم عليه، فشكر ذلك له، ورضي عنه، حتى قبضه الله عز وجل ، وهو يعظهم ويقول: اتقوا الله والزموا ما جاء به عيسى، ولا تخالفوا فيخالف بكم.

ثم قال: من أراد أن يأخذ من هذا شيئا فليأخذ، فجعل الرجل يقوم فيأخذ الجرة من الماء والطعام والشيء، فقام أصحابي الذين جئت معهم فسلموا عليه وعظموه، وقال لهم: الزموا هذا الدين وإياكم أن تفرقوا، واستوصوا بهذا الغلام خيرا.

وقال لي: يا غلام، هذا دين الله الذي تسمعني أقوله وما سواه الكفر.

قال: قلت: ما أنا بمفارقك.

Bogga 257