Jamic Athar
جامع الآثار في السير ومولد المختار
Noocyada
نحن عليه، فوالله ما برحتهم حتى غربت الشمس، وتركت ضيعة أبي، فلم آتها، ثم قلت: لهم: أين أصل هذا الدين؟
فقالوا: بالشام.
قال: ثم رجعت إلى أبي وقد بعث في طلبي، وشغلته عن عمله كله.
قال: فلما جئته قال: أي بني، أين كنت. ألم أكن عهدت إليك ما عهدت؟
قال: قلت: يا أبت، مررت بناس يصلون في كنيسة لهم، فأعجبني ما رأيت من دينهم، فوالله ما زلت عندهم حتى غربت الشمس.
قال: أي بني، ليس في ذلك الدين خير، دينك ودين آبائك خير منه.
فقلت له: كلا والله، إنه لخير من ديننا.
قال: فخافني، فجعل في رجلي قيدا، ثم حبسني في بيته.
قال: وبعثت إلى النصارى فقلت لهم: إذا قدم عليكم ركب من الشام فأخبروني بهم. فقدم عليهم ركب من الشام تجار من النصارى، قال: فأخبروني بهم.
قال: فقلت لهم: إذا قضوا حوائجهم وأرادوا الرجعة إلى بلاهم فآذنوني بهم.
قال: فلما أرادوا الرجعة أخبروني بهم، فألقيت الحديد من رجلي ثم خرجت معهم، حتى قدمت الشام، فلما قدمتها قلت: من أفضل هذا الدين علما؟
قالوا: الأسقف في الكنيسة.
قال: فجئته فقلت له: إني قد رغبت في هذا الدين، وأحببت أن أكون معك فأخدمك في كنيستك وأتعلم منك وأصلي معك ؟ قال: فادخل
Bogga 242