182

Jamic Athar

جامع الآثار في السير ومولد المختار

Noocyada

نحن عليه، فوالله ما برحتهم حتى غربت الشمس، وتركت ضيعة أبي، فلم آتها، ثم قلت: لهم: أين أصل هذا الدين؟

فقالوا: بالشام.

قال: ثم رجعت إلى أبي وقد بعث في طلبي، وشغلته عن عمله كله.

قال: فلما جئته قال: أي بني، أين كنت. ألم أكن عهدت إليك ما عهدت؟

قال: قلت: يا أبت، مررت بناس يصلون في كنيسة لهم، فأعجبني ما رأيت من دينهم، فوالله ما زلت عندهم حتى غربت الشمس.

قال: أي بني، ليس في ذلك الدين خير، دينك ودين آبائك خير منه.

فقلت له: كلا والله، إنه لخير من ديننا.

قال: فخافني، فجعل في رجلي قيدا، ثم حبسني في بيته.

قال: وبعثت إلى النصارى فقلت لهم: إذا قدم عليكم ركب من الشام فأخبروني بهم. فقدم عليهم ركب من الشام تجار من النصارى، قال: فأخبروني بهم.

قال: فقلت لهم: إذا قضوا حوائجهم وأرادوا الرجعة إلى بلاهم فآذنوني بهم.

قال: فلما أرادوا الرجعة أخبروني بهم، فألقيت الحديد من رجلي ثم خرجت معهم، حتى قدمت الشام، فلما قدمتها قلت: من أفضل هذا الدين علما؟

قالوا: الأسقف في الكنيسة.

قال: فجئته فقلت له: إني قد رغبت في هذا الدين، وأحببت أن أكون معك فأخدمك في كنيستك وأتعلم منك وأصلي معك ؟ قال: فادخل

Bogga 242