Jamic Athar
جامع الآثار في السير ومولد المختار
Noocyada
قال غيلان: بلى قد رأيت، فماذا عندك في أمره؟
قال عروة: إن العرب يرون أن لنا رأيا ونهى، ولسنا كذلك إن لم نتبعه ونؤمن به.
قال غيلان: ما أحب أن يسمع أحد من ثقيف هذا القول منك، وإني لأخافها عليك وإن كنت سيدها.
قال عروة: والله ما ينبغي أن تجهل صدق مقالتي، وإن محمدا صلى الله عليه وسلم نبي، وإني لمعتمده فمتبعه وذاكر لك أمرا لم أذكره لأحد قط.
قال غيلان: ما هو؟
قال عروة: قصدت نجران لتجارة قبل أن يظهر أمر محمد صلى الله عليه وسلم وخلافه قومه، فغورت تحت سرحة منتبذا من أصحابي، فإذا جاريتان تسوقان بهما إلى السرحة فحجزتا البهم في ناحية من ظلها، وجلستا وأنا مضطجع، فتناومت.
فقالت إحداهما للأخرى: من هذا فيما تقولين يا بنت الأكرمين؟
قالت الأخرى: هذا عروة بن مسعود سيد غير مسود مفيض جود وغصن منجود.
قالت: صدقت يا ابنة الأكرمين، فما عاقبة أمره؟
قالت الأخرى: يعيش زعيما، ويتبع نبيا كريما، ويتعاطى أمرا جسيما فيرتد عنه كليما.
قالت: يا ابنة الأكرمين؟ وما النبي؟
قالت الأخرى: داع مجاب، لأمر عجاب، يلقيه من السماء كتاب، ويقهر الألباب.
قال عروة: ثم أمسكتا عن القول فغشيني النوم، فما أيقظني إلا رغاء الإبل وأصحابي يتحملون، فإذا الجاريتان قد ذهبتا، فلما بلغت نجران
Bogga 219