100

Jamic Athar

جامع الآثار في السير ومولد المختار

Noocyada

ابن سعنة قال زيد: ما من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفتها في وجه محمد صلى الله عليه وسلم حين نظرت إليه، إلا اثنتان لم أخبرهما منه يسبق حلمه جهله، ولا تزيده شدة الجهل عليه إلا حلما. فكنت أنطلق إليه لأخالطه فأعرف حلمه من جهله، فخرج يوما من الحجرات - يريد النبي صلى الله عليه وسلم- ومعه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فجاء رجل يسير على راحلته كالبدوي فقال: يا رسول الله، إن قرية بني فلان أسلموا ودخلوا في الإسلام وحدثتهم: إن هم أسلموا أتتهم أرزاقهم رغدا، وقد أصابتهم سنة وشدة وقحوط من العيش، وإني مشفق أن يخرجوا من الإسلام طمعا كما دخلوا فيه طمعا، فإن رأيت أن ترسل إليهم بشيء تغنيهم به فعلت. فقال زيد بن سعنة: فقلت: أنا أبتاع منك بكذا وكذا وسقا، فبايعني وأطلقت همياني، فأعطيته ثمانين دينارا فدفعها إلى الرجل وقال: «اعجل عليهم بها فأغثهم».

Bogga 160