============================================================
طب [نفسا)(4) بقضائه إن شاء الله تعالى، ثم كتب ورقة فيها ذلك المبلغ دينا عليه، وقال اثتني بها في المجلس العام وطالبني بها، واغلظ علي في الطلب ففعل، فاستمهله ثلاثة ايام فبلغ ذلك المتوكل فأمر له بثلاثين آلف درهم، فلما وصلته أعطاها الأعرابي، فقال: يا ابن رسول الله، إن العشرة آلاف أقضي بها أزلي، فأبى أن يسترد منه الثلائين شيئا، فولى الأعرابي وهو يقول: الله اعلم حيث يجعل رسالته، ذكر في روضة الصفا أن رجلا من محبيه يدعى بصالح قال له حين أحضره المتوكل من المدينة وأمر باقامته في سر من رأى: أن المتوكل ما أتى بك من المدينة إلى هذه البقعة الموحشة ومأواك فيها مع ناس غير عارفين بمكانتك إلا لإخفاء قدرك وقصد خمولك، فقال رضي الله عنه: هيهات يا صالح، إنك لم تنتبه بعد من سنة الغفلة، وأشار بيده إلى جهة فرأى صالح في تلك الجهة أبنية منيعة، وقصورا رفيعة، وأنهارا جارية ذات لجة وحداتق ذات بهجة، فقال: يا صالح: آينما كنت فهذا مكاني، وأين ما حللت فهذا مثواي، وحكى آن المتوكل مرض من قرحة كانت فيه، فأعيت الأطباء معالجتها، وأشرف المتوكل على الهلاك، فنذرت أمه للإمام مالأ كثيرا، واتفق ان رجلا من خواص الخليفة يقال له القتح بن خاقان حضر مجلسه رضي الله عنه، فاستدعى أن يصف للخليفة دواء، فعسى الله آن يشافيه به فوصف له دواء، فأخذ حضار المجلس يضحكون مستهزئين بما وصقه من الدواء، فقام الفتح من عنده وعالج قرحة الخليفة بذلك الدواء على سبيل التجربة، فشافاه الله تعالى وبرىء من ساعته فأرسلت إليه أمه ألف ألف دينار والله أعلم.
وتوفى سنة أربع وخمسين وماثتين في جمادى الآخرة، وقيل في رجب بسر من راى ودفن بها، عاش آربعين سنه ومات عن آربعة ذكور () الزيادة من الصواعق ص123.
Bogga 159