============================================================
وكان يصر الصرر ثلثماثة وأربعمائة دينار ومائتي دينار ثم يتسمها في المدينة وكان يسكن المدينة فاقدمه المهدي بغداد وحبسه فرأى في النوم علي بن ابي طالب رضي الله عنه وهو يقول: يا محمد فهل عسيثم أن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا ارحامكم، قال الربيع(1) فأرسل الي ليلا فراعني ذلك، فجئته فإذا هو يقرأ هذه الآية وكان احسن الناس صوتا، فقال: علي بموسى بن جعفر، فجئته به، فعانقه وأجلسه إلى جانبه، وقال: يا أبا الحسن إني رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يقرأ علي كذا، فتؤمنني من أن تخرج علي أو على أحد من أولادي، فقال والله لا فعلت ذلك ولا هو من شأني قال: صدقت، قال لي اعطه ثلاثة آلاف دينار ورده إلى أهله بالمدينة، قال الربيع: فأحكمت أمره ليلا فما أصبح إلا وهو في الطريق خوفا من العوائق(2)، وأقام بالمدينة إلى أيام الرشيد، فقدم الرشيد المدينة منصرفا من عمرة شهر رمضان سنة تسع وسبعين ومائة، فقدم فحمل موسى معه إلى بغداد، وحبسه بها إلى آن توفى في حبسه، وذكر أيضا أن الرشيد حج وأتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم وحوله قريش وأبناء القبائل ومعه موسى بن جعفر، فقال: السلام عليك يا رسول الله يا ابن عمي، افتخارا على من حوله، فقال موسى: السلام عليك يا أبتي، فتغير وجه الرشيد وقال: هذا الفخر يا ابن الحسن، انتهى (3) ما نقله عن الخطيب، قلت أن الرشيد لم يتحمل هذه المقابلة منه بالمفاخرة، وكانت سببأ لإمساك وحمله إلى بغداد وحبه فلم يخرجه من حبسه إلا ميتا، وقال ابن خلكان عقب نقله لكلام الخطيب، وقال المسعودي في مروج الذهب (4) في أخبار (2) الربيع بن يون بن محمد بن أبي فروة، من موالي بني العباس، استوزره المتصور ثم المهدي وصرفه الهادي وولاه دواوين الازمة، توفي سنة 169اه (وفبات الأعيان 2/ 299 وتاريخ بغداد 414/9).
2 الخبر في تاريخ بغداد 30/13 ووفيات الاعيان 308/6.
3) الخبر في وفيات الاعيان 309/6 وتاريخ بغداد /30.
4) مروج الذهب 274/2، والخر في الوفيات 309/5 نقلا عنه.
Bogga 148