والله تعالى لم يذكرهم في لحوق آبائهم في شيء من حكم الآخرة.
فأما في حكم الدنيا فعلى أطفال أهل الشرك في السبي والحكم بينهم في المواريث، وأما في حكم الآخرة فلم يذكرهم مع آبائهم، وقد قال النبي ^: «إن القلم مرفوع عن الطفل حتى يدرك»، فإذا كان الطفل مرفوعا عنه القلم فلا ذنب عليه. وقد قال الله في كتابه: {وإبراهيم الذي وفى * ألا تزر وازرة وزر أخرى}، وقال: {ولا تكسب كل نفس إلا عليها}، وقال: {لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا إن وعد الله حق}، وقال: {لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم يوم القيامة يفصل بينكم}، وقال: {فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون}.
فلما قال الله تعالى هذا، وكان الطفل لم يعمل شيئا من المعاصي، ولا يزر وزرا، ولا كسب ذنبا، والقلم عنه مرفوع فلا يضره من كسب أبيه شيء، وقال الله تعالى لأهل النار: {ذلك بما قدمت أيديكم}، وذلك بما كنتم تعملون، وقال: {وذوقوا عذاب الخلد بما كنتم تعملون}.
وقد قال: {وهل نجازي إلا الكفور}، و{وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا}.
Bogga 75