قال على: وكل هذا يبطل ما روى عن بعض الفقهاء من كراهية الرفع فى النسب إلى الآباء من أهل الجاهليّة؛ لأنّ هؤلاء الذين ذكر النبىّ ﷺ آباء جاهليون.
وقد قال ﵇:
أنا النبىّ لا كذب@أنا ابن عبد المطّلب حدّثنا محمد بن سعيد بن نبات: ناعبد الله بن نصر: ناقاسم بن أصبغ:
نامحمد بن وضّاح: ناموسى بن معاوية: ناوكيع: ناهشام بن عروة، عن أبيه، قال: قال عمر بن الخطّاب: «تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم».
وكان أبو بكر الصّدّيق-رضى الله عنه-وأبو الجهم بن حذيفة العدوى، وجبير بن مطعم بن عدى بن نوفل بن عبد مناف، من أعلم الناس بالأنساب.
وكان عمر، وعثمان، وعلىّ، به علماء، رضى الله عنهم. وإنما ذكرنا أبا بكر، وأبا الجهم بن حذيفة، وجبيرا قبلهم، لشدة رسوخهم فى العلم بجميع أنساب العرب. وقد أمر رسول الله ﷺ، حسان بن ثابت رضى الله عنه، أن يأخذ ما يحتاج إليه من علم نسب قريش عن أبى بكر الصدّيق-رضى الله عنه-وهذا يكذب قول من نسب إلى رسول الله-ﷺ-أن النسب علم لا ينفع، وجهل لا يضرّ؛ لأنّ هذا القول لا يصحّ، وكل ما ذكرنا صحيح مشهور منقول بالأسانيد الثابتة، يعلمها من له أقلّ علم بالحديث.
وما فرض عمر بن الخطّاب، وعثمان بن عفان، وعلى بن أبى طالب-رضى الله عنهم-الديوان، إذ فرضوه، إلاّ على القبائل؛ ولولا علمهم بالنسب، ما أمكنهم ذلك. فبطل كلّ قول خالف ما ذكرناه.
وكان سعيد بن المسيّب، وابنه محمد بن سعيد، والزّهرىّ، من أعلم الناس بالأنساب، فى جماعة من أهل الفضل والفقه والإمامة، كمحمد بن إدريس الشافعى، وأبى عبيد القاسم بن سلاّم، وغيرهما.
ومات بقرطبة سنة ٤٢٢ محمد بن عبيد الله بن عبد الله بن عبد الله بن مروان ابن عبد الله بن مسلمة بن عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان
1 / 5