قَالَ: فجَاء عبد الرَّحْمَن بن عَوْف، وَكَانَ متغيبًا فِي بعض حَاجته، فَقَالَ: إِن عِنْدِي من هَذَا علما:
سَمِعت رَسُول الله ﷺ يَقُول: " إِذا سَمِعْتُمْ بِهِ بأرضٍ فَلَا تقدمُوا عَلَيْهِ، وَإِذا وَقع بأرضٍ وَأَنْتُم بهَا فَلَا تخْرجُوا فِرَارًا مِنْهُ ".
قَالَ: فَحَمدَ الله عمر بن الْخطاب، ثمَّ انْصَرف.
وَفِي حَدِيث معمر: فَسَار حَتَّى أَتَى الْمَدِينَة فَقَالَ: هَذَا الْمحل، أَو قَالَ: هَذَا الْمنزل إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
وَأما حَدِيث عبد الله بن عامرٍ فَإِنَّهُ اقْتصر على الْمسند: أَن عمر خرج إِلَى الشَّام، فَلَمَّا جَاءَ سرغ بلغه أَن الوباء قد وَقع بهَا، فَأخْبرهُ عبد الرَّحْمَن بن عَوْف أَن رَسُول الله ﷺ قَالَ ... فَذكر نَحوه.
وَفِي كتاب مُسلم عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم: أَن عمر إِنَّمَا انْصَرف بِالنَّاسِ عَن حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن عَوْف.
١٦١ - الثَّانِي: عَن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَن أَبِيه قَالَ: إِنِّي لواقفٌ فِي الصَّفّ يَوْم بدر، فَنَظَرت عَن يَمِيني وَعَن شمَالي، فَإِذا أَنا بغلامين من الْأَنْصَار، حديثةٍ أسنانهما، فتمنيت أَن أكون بَين أضلع مِنْهُمَا، فغمزني أَحدهمَا فَقَالَ: أَي عَم، هَل تعر ف أَبَا جهل؟ قلت: نعم، فَمَا حَاجَتك إِلَيْهِ يَا ابْن أخي؟ قَالَ: أخْبرت أَنه يسب رَسُول الله ﷺ، وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ، لَئِن رَأَيْته لَا يُفَارق سوَادِي حَتَّى يَمُوت الأعجل منا، قَالَ: فتعجبت لذَلِك. قَالَ: وغمزني الآخر فَقَالَ لي مثلهَا.