قال ألا أحدثك بما رأت عيناي وسمعت أذناي لما التقى الناس عند بيت المال قال علي (ع) لطلحة أبسط يدك أبايعك فقال طلحة أنت أحق بهذا الأمر مني وقد اجتمع لك من هؤلاء الناس (1) لم يجتمع لي فقال له (ع) ما خشينا غيرك فقال طلحة لا تخشى فوالله لا تؤتى من قبلي وقام عمار بن ياسر والهيثم بن التيهان ورفاعة بن أبي رافع ومالك بن عجلان وأبو أيوب خالد بن زيد فقالوا لعلي (ع) إن هذا الأمر قد فسد وقد رأيت ما صنع عثمان وما أتاه من خلاف الكتاب والسنة فابسط يدك لنبايعك لتصلح من أمر الأمة ما قد فسد فاستقال علي (ع) وقال قد رأيتم ما صنع بي وعرفتم رأي القوم فلا حاجة لي فيهم فأقبلوا على الأنصار وقالوا يا معاشر الأنصار أنتم أنصار الله وأنصار رسوله وبرسوله أكرمكم الله وقد علمتم فضل علي وسابقته في الإسلام وقرابته ومكانته من النبي صلى الله عليه وآله وإن ولي بنى لكم خيرا فقال القوم نحن أرضى الناس به ما نريد به بدلا ثم اجتمعوا عليه وما يزالوا به حتى بايعوه.
وبإسناده عن ابن أبي الهيثم بن التيهان; قال يا معشر الأنصار قد عرفتم رأيي ونصحي ومكاني من رسول الله صلى الله عليه وآله واختياره إياي فردوا هذا الأمر إلى أقدمكم إسلاما ولولاكم برسول الله صلى الله عليه وآله لعل الله أن يجمع به ألفتكم ويحقن به دماءكم فأجابه القوم بالسمع والطاعة وروى سيف عن رجاله قال اجتمع الناس إلى علي وسألوه أن ينظر في أمورهم وبذلوا له البيعة فقال لهم التمسوا غيري فقالوا له ننشدك الله أما ترى الفتنة ألا تخاف الله في ضياع هذه الأمة فلما ألحوا عليه قال لهم إني لو أجبتكم حملتكم على ما أعلمه وأن تركتموني كنت لأحدكم قالوا قد رضينا بحكمك وما فينا مخالف لك فاحملنا على ما تراه ثم بايعته الجماعة.
Bogga 64