ثبوت إمامته بتأخر من سميناه من البيعة وتفردهم عن الحرب معه ووضح حصر عددهم وقلت إن الإجماع كان من كافة أهل الهجرة عليه إذ لو كان هناك سوى النفر المعدودين في خلاف أمير المؤمنين (ع) لشركهم في الرأي وذكرهم الناس في جملتهم وأحصوهم في عددهم وألحقوهم بهم فيما انفردوا به من جماعتهم ولم يكن لغيرهم ذكر في ذلك فصح ما حكيناه من اتفاق المهاجرين والأنصار وأهل بدر وأهل بيعة الرضوان والتابعين بإحسان على إمامته كما قدمناه فيما سلف وذكرناه والمنة لله.
الإجبار في البيعة:
فإن قال قائل قد وجدتكم فيما احتججتم به على مخالفيكم في إمامة علي (ع) وثبوتها الموجب لضلال مخالفيه وخروجهم بحربه عن الإيمان عقد الصحابة على الاختيار ورغبتهم إليه في تولي أمورهم ومسائلته في ذلك وإباؤه له حتى اجتمع المسلمون والإلحاح ممن بايعه طوعا من المهاجرين والأنصار وقد جاءت الأخبار بضد ذلك وأنه كان قاهرا للأمة مجبرا لها على البيعة مكرها في ذلك الناس. فروى الواقدي عن هاشم بن عاصم عن المنذر بن الجهم قال سألت عبد الله بن تغلبة كيف كانت بيعة علي عليه السلام قال رأيت بيعة رأسها الأشتر يقول من لم يبايع ضربت عنقه وحكيم بن جبلة وذووهما ما ظنك بما يكون أجبر فيه جبرا ثم قال أشهد لرأيت الناس يحشرون بيعته فيتفرقون فيؤتى بهم فيضربون ويعسفون فبايع من بايع وانفلت من انفلت، وروى أيضا عن سعيد بن المسيب قال لقيت سعد بن زيد بن نفيل فقلت بايعت؟
فقال ما أصنع إن لم أفعل قتلني الأشتر وذووه قال وقد عرف الناس من طلحة والزبير كانا يقولان بايعناه مكرهين، وروى عنهما أنهما قالا بايعناه بأيدينا ولم تبايعه قلوبنا، والخبر مشهور عن طلحة بن عبد الله
Bogga 53