Jamal Din Afghani
جمال الدين الأفغاني: المئوية الأولى ١٨٩٧–١٩٩٧
Noocyada
ويمكن الاستدلال على قانون التاريخ بالعقل الصريح؛ مثل
لا يجتنى الشهد من الحنظل . فالنتائج من نوع المقدمات،
الأعمى من يظن الناس بدون أبصار . فالإنسان يقيس الآخرين بمقياس نفسه،
من ثابر وكابر على تجربة الضار أولى أن يتخذ عبرة . فالعبرة من الضرر أقوى من العبرة من النفع،
القبة الجوفاء لا ترجع الصدى . تعبر عن عدم التطابق بين الداخل والخارج وبالتالي الكذب والنفاق والازدواجية والمداهنة والتزلف. فلا فرق بين مستويات القانون، في الطبيعة وفي النفس وفي التاريخ.
والله لا يتدخل في التاريخ مباشرة ولكن علمه وإرادته وصفاته هي قوانين التاريخ. فالعدل ليس صفة لله فقط أو اسما من أسمائه الحسنى بل هو قانون للتاريخ. وكذلك صفات الحكمة والسلام والعزة كلها قوانين للتاريخ؛ فالتاريخ ليس مجرد مادة صماء بل يسري فيه الروح والعقل. الروح والعقل في التاريخ. تهبط في بخارى وتحرك الشعوب. والقوانين الطبيعية والشرائع السياسية والاعتقادات الدينية والصراعات السياسية وانتصار الأقوياء على الضعفاء كل ذلك من قوانين التاريخ. الصفات والأسماء الإلهية التي هي جماع الفضائل قوانين للتاريخ ومقومات نهضته. وهو ما يسمى في الإلهيات العناية الإلهية.
21
قوانين التاريخ هي سنن الله في الكون
سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا . ولكنه لا يتحقق من نفسه بل من خلال إرادات البشر. لا يتحرك التاريخ إلا بتقابل قانونين، القانون الموضوعي للتاريخ والقانون الذاتي لإرادات البشر، نخبة وجماهير، قلة وكثرة. ضرورة التاريخ وفطرة البشر. الموضوعية والذاتية شرطان لحركة التاريخ؛ فقد نشأت الأمة الإسلامية بفضله، جماعة مؤمنة، جيل قرآني فريد كما يقول سيد قطب. لذلك كانت فعاليات التاريخ بالإضافة إلى القانون الطبيعي الموضوعي العقل والدين والجهاد وما تتضمنه من قيم وفضائل أخلاقية وسياسية مثل الوحدة والعلم والإخلاص.
22
Bog aan la aqoon