353

Jalis Salih

الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي

Tifaftire

عبد الكريم سامي الجندي

Daabacaha

دار الكتب العلمية

Daabacaad

الأولى ١٤٢٦ هـ

Sanadka Daabacaadda

٢٠٠٥ م

Goobta Daabacaadda

بيروت - لبنان

Gobollada
Ciraaq
Boqortooyooyin
Khalifada Ciraaq
الله غَفُورًا رحِيما - أَيْ أَنَّهُمْ لَوِ اسْتَغْفَرُوا اللَّهَ غَفَرَ لَهُمْ - وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا، وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا، وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طائفةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شيءٍ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ، وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا، لَا خَيْرَ فِي كثيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بصدقةٍ أَوْ معروفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ، وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيما " إِلَى: وَمن يُشَاقق الرَّسُول. فَلَمَّا نَزَلَ الْقُرْآنُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَرَدَّهُ إِلَى رِفَاعَةَ، قَالَ: قَتَادَةُ: فَلَمَّا أَتَيْتُ عَمِّي بِالسِّلاحِ وَكَانَ شَيْخًا قَدْ عَمِيَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكُنْتُ أَرَى إِسْلامَهُ مَدْخُولا، فَلَمَّا أَتَيْته بِالسِّلَاحِ، قَالَ: يَا ابْن أَخِي! هُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، قَالَ: فَعَرَفْتُ أَنَّ إِسْلامَهُ كَانَ صَحِيحًا، فَلَمَّا نَزَلَ الْقُرْآنُ لَحِقَ بشيرٌ بِالْمُشْرِكِينَ وَنَزَلَ عَلَى سُلافَةَ بِنْتِ سَعْدِ بْنِ شَهِيدٍ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِ: " وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهدى وَيتبع غير سبل الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا، إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ " إِلَى آخِرِ الآيَةِ، فَلَمَّا نَزَلَ عَلَى سُلافَةَ رَمَاهَا حَسَّانٌ بأبياتٍ مِنْ شِعْرٍ، فَأَخَذَتْ رَحْلَهُ فَوَضَعَتْهُ عَلَى رَأْسِهَا ثُمَّ خَرَجَتْ بِهِ فَرَمَتْهُ فِي الأَبْطَحِ، ثُمَّ
قَالَتْ: أهدَيْتَ إِلَى شِعْرِ حَسَّانٍ، مَا كنت تَأتِينِي بِخَير. قَالَتْ: أهدَيْتَ إِلَى شِعْرِ حَسَّانٍ، مَا كُنْتَ تَأْتِينِي بِخَيْرٍ.
معنى الضافطة، والدرمك
قَالَ القَاضِي: قَول الرَّاوِي فِي هَذَا الْخَبَر: ضافطة أَرَادَ عَيْرًا أَوْ رُفْقه فِيهَا ميرة، وَقَوله: الدَّرْمَكُ يُرِيد النَّقي، وَمِنْه الْخَبَر: " إِن الأَرْض بعد الْبَعْث درمكةٌ بَيْضَاء "، قَالَ: أعشى بني قَيْس بْن ثَعْلَبَة:
لَهُ دَرْمَكٌ فِي رَأْسِهِ ومشاربٌ ... وقدرٌ وخبازٌ وصاعٌ وَدَيْسَقُ
وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: فِي تُرْبَةِ الْجَنَّةِ: إِنَّهَا الْخُبْزُ مِنَ الدَّرْمَكِ.
وَقَالَ ابْنُ الأَنْبَارِيِّ: الدَّرْمَكُ خُبْزُ الحَوَّارَى، وَأنْشد:
ذَهَب الَّذِين إِذا اسْتَجَعْتُ فَزُرْتُهُمْ ... خَبَزُوا الْفُؤَادَ بدرمكٍ وشَرَابِ
حذف الْيَاء فِي مثل يَا ابْن أَخ وَيَا ابْن أمّ
وَفِي الْخَبَر: يَا ابْن أَخ، بِحَذْف الْيَاء الْمُضَاف إِلَيْهَا وإبقاء الكسرة دلَالَة عَلَيْهَا، وَهَذَا وَجه مَعْرُوف فِي كَلَام الْعَرَب، غَيْر أَن مُعظم النَّحْوِيين زَعَمُوا أَن الَّذِي يكثر اسْتِعْمَاله فِي هَذَا الْبَاب موضعان: يَا ابْن أمَّ وَيَا ابْن عَم، عَلَى اخْتِلاف الْقِرَاءَة فِي فتح الْمِيم وَكسرهَا من قَوْله يَا ابْن أم، وعَلى مَا فِي هَذِهِ الْكَلِمَة من لُغَات الْعَرَب، واعتل بَعضهم فِي اخْتِصَاص هذَيْن الاسمين لهَذَا الْمَعْنى بِابْن الرَّجُل يَقُولُ: يَا ابْن أمَّ وَيَا ابْن عَم، لمن لَيْسَ بأَخيه وَلا ابْن عمّه، وَهَذَا عِنْدِي لَازم فِي يَا أخي وَيَا ابْن أَخِي لِكَثْرَة قَوْلهم: يَا أَخِي وَيَا ابْن أخي

1 / 357