Jalis Salih
الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي
Baare
عبد الكريم سامي الجندي
Daabacaha
دار الكتب العلمية
Lambarka Daabacaadda
الأولى ١٤٢٦ هـ
Sanadka Daabacaadda
٢٠٠٥ م
Goobta Daabacaadda
بيروت - لبنان
سخي رَفِيق، قَالَ: وكأنما كَانَتْ فَتِيلَة أطفئت، فَلَمّا بلغ مَوته ابْن هرمة قَالَ:
سَأَلَا عَنِ الْجُود وَالْمَعْرُوف أَيْن هما ... فَقلت إنَّهُمَا مَاتَا مَعَ الحَكَمِ
مَاتَا مَعَ الرَّجُل الموفي بِذِمَّتِهِ ... يَوْمَ الْحفاظ إِذَا لَمْ يُوفَ بالذممِ
مَاذَا بمنبَج لَوْ تُنشَرْ مَقَابِرُها ... من التَهَدُّمِ بِالْمَعْرُوفِ والكَرَمِ
قَالَ ابْن دُرَيْد: فَسَأَلت أَبَا حَاتِم عَنْ قَوْله: لَوْ تنشر مقابرها لَمْ جزم؟ فَقَالَ: قَالَ قَوْمٍ من النَّحْوِيين: كَرَاهَة لِكَثْرَة الحركات، كَمَا قَالَ الراجز:
إِذَا اعوجَجْنَ قلتُ صاحبْ قَوِّمِ ... بالدَّوِّ أَمْثَال السّفِينِ الْعُوَّمِ
وَقَالَ: لَوْ قَالَ: لَوْ نبشتْ مقابرها لاستراح من اللّبْس وَكَانَ كلَاما فصيحًا.
قَالَ القَاضِي: وَقد بَينا فِيمَا مضى من هَذِهِ الْمجَالِس هَذَا النَّحْو ممّا سُكِّن فِي الشّعْر مَعَ اسْتِحْقَاقه التحريك، وَذكرنَا مَا أنْشدهُ سِيبَوَيْهٍ فِي هَذَا الْمَعْنى وَالِاخْتِلَاف فِي رِوَايَته واستجازته، مَا يُغني عَنْ إِعَادَته، فَأَما قَول أَبِي حَاتِم فِي معنى نبشت فِي لفظ الْفِعْل الْمَاضِي وَإِسْكَان عينه، فَهُوَ كَمَا قَالَ: وَهُوَ مطرد فِي الْقيَاس وَقد جَاءَ مِنْهُ شَيْءٍ كثير، وَمن ذَلِكَ قَول أبي النَّجْم:
لَوْ عُصْرَ مِنْهُ الْمسك والبانُ انْعَصَر
وَمثله:
رُجْمَ بِهِ الشيطانُ فِي ظلمائِهِ
وُفُود جرير عَلَى عَبْد الْملك بْن مَرْوَان
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن القَاسِم الأنبَاريّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن عَمْرو الْوراق، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن طهْمَان قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرو بْن أبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ، عَنْ أبي عَمْرو الشَّيْبَانيّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَرْوَان بْن أبي حَفْصَة، قَالَ: جلس عَبْد الْملك بْن مَرْوَان يَوْمَا للنَّاس عَلَى سَرِير، وَعند رِجْلِ السرير مُحَمَّد بْن يُوسُف أَخُو الحَجَّاج بْن يُوسُف، وَجعل الْوُفُود يدْخلُونَ عَلَيْهِ وَمُحَمّد بْن يُوسُف يَقُولُ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ! هَذَا فلَان، هَذَا فلَان، إِلَى أَن دَخَلَ جرير بْن الخَطَفَي فَقَالَ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ! هَذَا جرير بْن الخطفي، قَالَ: فَلا حَيّاه اللَّه، الْقَاذِف للمُحْصَنَات والعاضِه لأعراض النّاس - قَالَ أَبُو بَكْر بْن الأنبَاريّ: العاضه: الْمُغتاب، وَيُقَال: العاضه: النّمّام، وَيُقَال: السَّاحر، قَالَ القَاضِي: وَمِنْه الْخَبَر عَنِ النَّبيّ ﷺ: أَنَّهُ لعن العاضهة والمستعضهة، يَعْنِي الساحرة والمستسحرة، قَالَ الراجز:
الماءُ مِنْ عِضَاهِهِنَّ زَمْزَمَهْ
وَقيل فِي قَول اللَّه تَعَالَى: " الَّذِينَ جعلُوا الْقُرْآن عضين " أَقْوَال مِنْهَا: هَذَا، وَهُوَ أنَّ
1 / 190