وأما أنا فإنى أرى أن هذا الطريق أشبه كثيرا، وأولى بالمجرى الطبيعى. وأن به كان منذ أول الأمر تولد الطفل. وأن غذاء كل واحد من أعضائه، ونشوءه فيما بعد ذلك من الزمان كله إنما هو من العنصر الذى يشاكله.
ونحن وإن كنا نرى الدم شيئا واحدا، كما نرى اللبن أيضا بهذه الحال، فإن القياس قد يدلنا أنه ليس شيئا واحدا، كما أن اللبن أيضا ليس بشىء واحد.
وذلك أن فى اللبن شيئا مائيا، رقيقا فى غاية الرقة، وفيه شىء غليظ، جبنى فى غاية الغلظ. وما دام هذان الجزءان ممتزجين كل واحد منهما بالآخر، فإنهما يصيران اللبن متوسطا بين الماء وبين الجبن.
Bogga 121