وأما الورم الذى يسميه اليونانيون فلغمونى وهو الورم الحار فيعمه كيف كان أمره أنه يجعل النبض كأنه منشار ينشر حتى يظن أن بعض أجزاء العرق قد انبسط ، وبعضه لم ينبسط. وبين أنك تحسه أصلب. وفى هذا النبض شىء عن الارتعاد ، وهو سريع، متواتر. وليس يكون دائما عظيما. ويخصه ما دام فى ابتداء كونه أن يجعل النبض أعظم من الطبيعى ، وأقوى، وأسرع، وأشد تواترا.
فإذا كان الورم فى التزيد فإنه يزيد فى جميع هذه الخصال التى وصفناها فى النبض، ويجعل النبض أصلب، وأشد ارتعادا بمقدار بين.
فإذا انتهى الورم منتهاه، صار النبض من الصلابة، والارتعاد إلى زيادة بينه، إلا أنه يصير أصغر مما كن قبل، وليس يصير أضعف مما كان قبل، إلا أن يكون المرض أكثر من القوة، ويصير أشد تواترا، وأسرع.
فإن طال لبث المرض زمانا طويلا، وصلب، وجسا ، فإن النبض يزداد مع ما وصفنا من حالاته دقة، وصلابة.
Bogga 59