============================================================
سنة، فارتحل إلى بغداد، ودخلها سنة ثمان وثمانين وأربع مثة(1)، واستمر فيها الى نهاية حياته.
كان الشيخ - رحمه الله تعالى- نحيف البدن، مربوع القامة، عريض الصدر، عريض اللحية، طويلها، أسمر اللون، مقرون الحاجيين، ذا صوت جهوري، وحسن الجوار، لا يؤذي أحدا، ويتبع الحق والهدى. وكان ذا قدر علي، وعلم وفي. (2) تشأته وطلبه العلم: رأت عينا الشيخ - رحمه الله تعالى - النور في بيئة معروفة بالعلم، ومؤيدة بالكرامات؛ فابوه من كبار علماء جيلان، وأمه من غرفت بالكرامات، وهي ابنة أبي عبدالله الصومعي العارف العابد الراهد، فاستنشق الهواء من بيوت العلم والفقه والمعرفة والحقيقة.
علم - رحمه الله تعالى - أن طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، فشمر عن ساعد الجد والتحصيل، وسارع في طلبه، قاصدا أعلام الهدى من علماء هذه الأمة فابتدأ حياته بقراءة القرآن العظيم حتى أتقنه. درسه على يد أبي الوفا علي بن عقيل الحنبلي، وأبي الخطاب محفوظ الكلواذاتي الحنبلي، وغيرهم كثير.
وسمع الحديث النبوي الشريف على أيدي كثير من مشاهير عصره من الحفاظ، كأبي غالب محمد بن الحسن الباقلاني، وغيره.
وتفقه على أيدي مشاهير عصره من العلماء الفقهاء، كأبي سعد المخرمي، الذي أخذ عنه الخرقة الشريفة.
(1) سير أعلام النبلاء: للذهبي، ج443/20 نقلا عن ابن النجار في "تاريخهه.
(2) مختصر طبقات الحنابلة: لابن شطي، 41
Bogga 11