============================================================
صحبة شيخه نفعه الله عز وجل عاجلا وآجلا. يا حائلا بين الماء المالح والعذب، حل بيننا وبين التسخط عليك، والمنازعة لك في أقدارك، حل بيننا وبين معاصيك ببرزخ من رحمتك آمين.
يا غلام: إني أراك قرين الشيطان أو خليفته قد أمنته على نفسك، وصادقته وهو يأكل لحم دينك وتقواك، ويضيع رأس مالك، وما عندك خبر ويحك ادفعه (97/] عنك / وهربه من عندك بالذكر الدائم، عليك بالذكر الدائم؛ فإنه يهلكه ويهزمه ويقلل جمعه. اذكر الحق عز وجل بلسانك تارة، وبقلبك تارات. غير طعامك وشرابك. استعمل الورع في جميع أحوالك. استعن على هزم الشيطان بقول: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ما شاء الله كان، لا إله إلا الله الملك الحق البين سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم وبحمده بهذا ينغلب وتنكسر شوكته وتنهزم جنوده. عرش إبليس على البحر، وهو يبعث جنوده على الأرض.
اعظمهم حرمة عنده اشدهم فتنة لابن آدم. الأدب في حق العارف فريضة كالتوبة (1/98] في حق العامي. كيف لا يكون متادبا وهو أقرب الخلق إلى الخالق من عاشر الملوك بالجهل كان جهله مقربا له إلى قتله. كل من ليس له أدب فهو ممقوت الخلق والخالق. كل وقت ليس له فيه أدب فهو مقت. لا بد من حسن الأدب مع الله عز وجل.
يا غلام: لو عرفتني ما برحت من بين يديي، وتبعتني آينما توجهت ، ما كنت تقدر [أن) تبرح سواء استخدمتك أو بطلتك، أخذت منك أو أعطيتك، أفقرتك أو أغنيتك أتعبتك أو أرحتك. أصل هذا كله حسن الظن وإصلاح النية، فقد عدمتهما، فكيف تفلح بصحبتي وتنتفع بكلامي. اللهم لا تجعل سماعهم لهذا الكلام حجة عليهم، واجعله حجة لهم. وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
Bogga 112