============================================================
(75/ب ) في) فيافي المعرف، وقفار العلم، يصير في منزل الأمان (56) مما سواه؛ فلا يتسلط عليه العصيان، ومتابعة الشيطان، وخالفة الرحمن. يا مستعجلين أثبتوا، يا طالبين لجيء الأشياء قبل حينها لا تفعلوا، أما سمعتم قول النبي صلى الله عليه و[آله وصحبه] وسلم: "العجلة من الشيطان والتؤدة من الرحمن"(57). الشيطان يأمر بالعجلة لأجل جهله بالأحوال والعصيان للرحمان، التؤدة من الرحمن لعلمه بالمصالح. من أحب الله عز وجل لا تبقى له معه إرادة؛ لأنه لا إرادة لمحب على ارادة المحبوب، وهذا يعرفه كل محب قد ذاق طعم المحبة، المحب فان مع محبوبه كالعبد بين يدي سيده، العبد العاقل الطائع لسيده لا يخالف سيده ولا يعارضه في (1/76] شيء ا.
ويلك: أنت لا محب ولا محبوب، ولا ذقت طعم المحبة ولا طعم المحبوبية.
المحب حذر منزعج والمحبوب ساكن. المحب في شقاء والمحبوب في دعة. تدعي المحبة وتنام عن محبوبك. قال الله عز وجل في بعض كلامه: "كذب من ادعى محبتي حتى إذا جاءه الليل نام عني (58). منهم من لا ينام إلا غلبة، ينام سنة، ينام في سجوده. عن النبي صلى الله عليه و[آله وصحبه] وسلم أنه قال: "إذا نام العبد في سجوده باهى الله عز وجل به ملائكته، يقول: أما ترون عبدي روحه عندي (56) في (أ): الإيمان.
(57) أخرجه الترمذي في السنن من أبواب البروالصلة، باب ما جاء في التأني والعجلة، 2013 بلفظ الأناة من الله والعجلة من الشيطان، وقد أخرجه البيهقي في السنن الكبرى، كتاب آداب القاضي، باب التثبت في الحكم، 1/،104 بلفظ "العجلة من الشيطان والتؤده من الرحمان". ويشهد له ما رواه مسلم في صحيحه، كتاب الايمان، باب الأمر بالايمان بالله ورسوله وشرائع الدين، ،25،عن النبي صلى الله عليه [وآله وصحبه] وسلم قال لأشج عبد القيس: "إن فيك خصلتين يحهما الله : الحلم والأناة".
(58) لم نعثر عليه
Bogga 90