============================================================
معرفة، والمعرفة علما، فحينئذ تصير جهيدا لله عز وحل (21)، تأخذ من يد الأغنياء وتعيد إلى الفقراء، تصير صاحب المطبخ تجري الأرزاق على يد قلبك وسرك.
لا كرامة لك يا منافق حتى تكون كذلك. ويلك، ما تهذبت على يد شيخ متورع زاهد عالم بحكم الله عز وجل وعلمه. ويلك، تريد شيئا بلا شيء، ما يقع بيدك إذا كانت الدنيا لا تحصل إلا بتعب فكيف ما عند الله عز وجل؟ أين أنت من الذين وصفهم الله عز وجل في كتابه بكثرة عبادته فقال / { كانوا قليلا من الليل (63(1) ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون} [سورة الذاريات 1817/51] لما علم منهم الصدق في عبادته أقام لهم من يننههم، ويقيمهم من فرشهم. قال النبي صلى الله عليه و[آله وصحبه] وسلم يقول الله عز وجل لجبريل عليه السلام: يا جبريل أقم فلانا وأنم فلانأ"(22) . القوم إذا انتبهت خطا قلوبهم إلى الله عز وجل رأوا في المنام مالم يروه في اليقظة، ترى قلوبهم وأسرارهم شيئا لا يرونه في اليقظة، صاموا وصلوا وجاهدوا أنفسهم بالجوع، وكسروا الأعراض، وواصلوا الضياء بالظلام في أنواع العبادة، حتى حصلت لهم الجنة، فلما حصلت فم الجنة قيل لهم: الطريق غير هذا، وهو طلب الحق عز وجل، فتصير أعمالهم من حيث القلوب، فإذا و ص لت إليه ثبتت ونبتت عنده. من علم ما يطلب هان عليه (ما يبذل من قواه.
وجهده في طاعة ربه عز وجل. ما يزال المؤمن في تعب حتى يلقى ربه عز وجل وهذا قال النبي صلى الله عليه و[آله وصحبه] وسلم: "لا راحة للمؤمن من غير لقاء ربه عز وجل"(24). عن النبي صلى الله عليه و[آله وصحبه] وسلم قال: "إذا مات المؤمن ودخل إلى قبره، وسأله منكر ونكير وأجابهما، أذن لروحه بالصعود إلى (21) أي مجاهدا في سبيل الله.
(22) لم نعثر عليه.
(23) رواه أحمد في الزهد في فضل أي هريرة،194 وأبو نعيم في الحلية 1/، 136 13318 ورواه وكيع في الزهد عن ابن مسعود رضي الله عنه، باب راحة المؤمن، 86 77
Bogga 77