============================================================
الغرفات آمنون} [سورة سبأ 37/34] . إذا تقربتم إلى الحق عز وجل بأموالكم وأنتم في الدنيا نفعكم ذلك، وإذا علمتم أولادكم الخط والقرآن والعبادة، وقصدتم ( التقرب إلى الله عز وجل نفعكم ذلك، تجدون ثواب ذلك بعد موتكم. 587/ب) قد أخبركم أن جميع ما أنتم فيه لا ينفع، وإنما ينفع الايمان والعمل الصالح والصدق والتصديق، ما يزال هذا المؤمن العارف الصالح يرضي الرسول بالعمل معه حتى يستأذن لقلبه على ربه عز وجل، يكون كالغلام بين يديه، فإذا طالت خدمته قال: يا أستاذ أرني باب الملك، اشغلني معه، أوقفني موضعا أراه، أترك يدي من حلقه باب قربه، فأخذه معه وقربه من الباب. قيل له: يا محمد ما معك؟
يا سفيرا، يا دليلا، يا معلما، فيقول: إنك تعلم. فريخ قد ربيته ورضيته لخدمة هذا الباب، ثم يقول لقلبه: ها أنت وربك، كما قال جبريل عليه السلام / له لما 1/597] رقى به إلى السماء، ودنا من ربه عز وجل، ها أنت وربك عزوجل.
يا غلام: هات العمل الصالح وخذ قرب من رب العالمين، أما أهل الجنة: فهم في الغرفات آمنون من آفات الدنيا، ومن الصبر على الفقر، ومؤنة العيال والأمراض والأسقام، والغموم والهموم، آمنون من الموت، ومن شرب كأسه مرة أخرى، ومن مسائلة منكر ونكير يدخلون إلى الجنة وتغلق الأبواب خلفهم، فلا خروج لهم منها أبد الآباد.
راحة أهل الجنة في دخوهم إليها، وأما المحبون فلا راحة لقلوبهم ولو دخلوا الف ألف جنة حتى يروا محبوبهم، ما يريدون مخلوقا وإغا يريدون خالقا، ما يريدون النعيم إنما يريدون المنعم، يريدون الأصل لا الفرع، هم نزاع /597/ب] العشائر (17)، مفردوا الملك، ضاقت أرض قلوبهم بما رحبت. عندهم شغل شاغل (17) هو الذي نزع عن أهله وعشيرته: أي بعذ وغاب، وقد ورد في الحديث الشريف الذي رواه ابن ماجه، كتاب الفتن، باب بده الإسلام غريبا،988: وطوب للغرباءه، قيل: من هم يا رسول الله، قال: "النزاع من القبائل". أي طوى للمهاجرين الذين
Bogga 73