============================================================
اس العبد إذا فني عن نفسه وهواه وإرادته وعن الخلق صار في الآخرة بمعناه، وفي الدنيا بصورته. يصير في علم الله عز وجل وفي قبضته سابحا في بحر قدرته. فإذا اشتد خوف هذا الخائف وأشرف قلبه على التقطع من الخوف قربه الحق عز وجل وعرفه نفسه، وبشره وسكن روعه كما فعل يوسف عليه السلام باخيه بنيامين (9) ، نظر إليهم مجتمعين ورآه وحده متميزا منهم، فزادت رأفته له، أجلسهم يأكلون موضعا واحدا وأقعده إلى جنبه واكل معه(10) / فلما فرغوا من الاكل ساره سرا (1/57] وقال له: إني أخوك يوسف، ففرح، ثم قال له: أريد أن أسرقك وأتهمك فاصبر على البلية، فعجب إخوته مما جرى له معه(11)، وحسدوه كما حسدوا يوسف عليه السلام من قبل، فلما اظهر سرقته وعيبه جاءت كرامته وقربه منه.
هكذا المؤمن إذا ولاه الله عز وجل امتحنه بالبلايا والآفات، فإذا صبر عليها ميزه بالكرامة والقربة.
(9) ورد في هامش المخطوط هذا التفسير لاسم بنيامين: (قيل إن راحيل أم بنيامين، ماتت بولادة بنيامين، ولذلك بنيامين لأن اليامين وجع الولادة) .ا.ه (10) ورد في الحاشية : (في مجلس واحد وسماط عديده [أي صفوف عديده] لأنهم جلسوا للأكل ثتايا ثنايا وبقي بنيامين واحدا فأكل معه يوسف عليه السلام مشتركا.) بينما ذكر عبد الوهاب نجار في كتابه قصص الأنبياء (أن يرسف لم يشترك معهم في الطعام لأن المصريين يعتبرون الأكل مع العبرانيين نجاسة، وسبب ذلك لثلا ينتقد المصريون عليه). انظر قصص الأنبياء ص 134 دار إحياء التراث العربي (11) أي من اكل يوسف مع أخيه كما ورد في قصص الأنبياء او من عناية يوسف بطعام اخيه زيادة عنهم
Bogga 71