============================================================
أيها العبد: إن قضيت لك [فإرادتي(50)) فضلي عليك، وإن قضيت عليك بلائي أريد أن أورد في قضائي أسرار لطفي إليك.
أيها العبد لا تجعل جزاء ماءأظهرت فيك من نعمي وجود منازعتي، ولا عوض ما أحسنت لك بالعقل الذي ميزتك به وجود مضادت.
أيها العبد كما سلمت لي: تدبيري في أرضي وسمائي وانفرادي فيهما بحكمي [208/1] وقضائي سلم وجودك لي؛ فإنك لي ولا تدبير معي؛ فإنك معي واتخذني وكيلا، وثق بي كفيلا. أعطيك عطاء جزيلا ووهبتك فخرا جليلا.
أيها العبد إني حكمت في أزلي أنه لا يجتمع في قلب عبدي ضياء التسليم بي وظلمة المنازعة معي. [فإن) كان واحد منهما لم يكن الآخر معه فاختر لنفسك: ويحك إنا أجللنا قذرك أن تشتغل بأمر نفسك فلا تضعن قدرك يا من رفعناه، ولا تدللن بحوالتك على غيري يا من أعززناه. ويحك أنت أجلعندنا من أن تشتغل بغيرنا، لحضرت خلقتك وإليها خطبتك، وبجواذب عنايتي بها جذبتك؛ فإن اشتغلت بنفسك حجبتك، وان اتبعت هواها طردتك، وإن خرجت عنها [208/ب] قويتك، وإن تتودد إلي بإعراضك عما سواي أجبتك.
أيها العبد: أما كفاك لو اكتفيت وهداك لو اهتديت أني أنا الذي خلقت فسويت وتصديت فأعطيت، أما يمنعك من منازعتي فيما قضيت ومعارضتي فيما اتيت.
أيها العبد ما آمن بي من نازعني، ولا وخدني من دبر معي، ولا رضي بي من شكا ما أنزلته به إلى غيري، ولا اختارني من اختار معي، وما امتثل أمري من لم يتسلسل القهر، ولا عرفني من لم يفوض أمره إلي ولقد جهلني من لم يتوكل علي.
(50) في (ا): بل ارادق 219
Bogga 219