============================================================
كلامه، ويذوب وجوده جملة. يصير فانيا عنه وعن غيره، ثم إذا شاء الحق أنشره، إذا أراد منه الكلام خلق له لسانا وأنظقه به. ينطقه بما يريد من الحكم والأسرار.
يصير كلامه دواء في دواء، نورا في نور، حقا في حق، صوابا في صواب، صفاء في صفاء؛ لأنه لا يتكلم إلا عن أمر من الله عز وجل حيث قلبه، فإذا تكلم من غير امر هلك. لا يتكلم إلا عن أمر أو فعل غالب يقهره، وإذا كان هكذا فالحق عز وجل أكرم من أن يؤاخذ على فعله. الغالب الذي / ليس فيه نفس ولا هوى [1/193] ولا طبع ولا شيطان ولا إرادة، كما لا يؤاخذ الميت بنطقه ولا النائم باحتلامه، وما يراه أو يعلمه في نومه. وسماع(30) الكلام من جماعة الموق بعد موتهم. من تكلم على الخلق على غير هذه الصفة فسكوته خير من كلامه. لا يبرز إلى الصف الأول إلا الشجعان. من يبرز من غير شجاعة وصنعة هلك. ويلك تدعي محبة الحق عز وجل وأنت تحب غيره، تكون دعواك سبب هلاكك. كيف تذعي المحبة ولا ترى علامتها عندك. المحبة كنار في بيت بلا باب ولا مفتاح يخرج لهبها من فوقه المحب يغلق باب محبته ويكتمها، وهي تظهر عليه. له لسان يخصه وكلام يخصه ولا يريد مع محبوبه غيره، وهو من اكبر علاماته وصدقه. يا كذاب، يا هذا، اسكت فما آنت منهم / ما آنت محب ولا محبوب، المحب على الباب، (193/ب] والمحبوب داخل الدار. المحب له حركة وهيجان وانزعاج، والمحبوب له سكون، ساكن في حجر اللطف، نائم فيه. المحب له تعب، والمحبوب له راحة. المحب متعلم، والمحبوب عالم. المحب مسجون والمحبوب مطلق. المحبة تجنن المحبوبية تعقل. الصبي إذا رأى حية صرخ. الحواس إذا رأى حية سكت. من رأى سبعا صرخ وهرب، والسباع يلعب مع السبع وينام عنده. لكل داخل دهشته. قال الله تعالى: واتقوا الله ويعلمكم الله (سورة البقرة 282/2].
المحب متق يتهذب على الباب، يهذب جوارحه وقلبه، فإذا تهذب دخل (30) في (1) و(ب): قد سمع
Bogga 205