============================================================
أقدام أسراركم إن الله هو الرزاق، وغيره المرزوق، هو الغني وغيره الفقير، هو القادر وغيره العاجز، هو المحرك والمسكن والمسلط والمسخر كل الخلق أسباب بين يديه. جعل لكل شيء سببا. انسوا الخلق والأسباب/ والدنيا من حيث قلوبكم [187/ ب] من حيث خلواتكم ومعانيكم وأسراركم، أخرجوا ما سواه من قلوبكم. احذروا أن ينظر إلى قلوبكم وفيها طلب غيره وإرادة غيره(23). اسلموا واستسلموا. وحدوا وتوحدوا. وارضوا بالقضاء وافنوا في المقضي اسمعوا من ربكم عز وجل وتطارشوا عن السماع من خلقه. تطارشوا عن الخلق وتعاموا عنهم ساعة.
الشجاعة صير ساعة. توبوا في هذه الساعة بكل قلوبكم. اذكروا الموت وما وراءه. كان النبي يقول: "أكثروا من ذكر هادم اللذات فما ذكر في كثير إلا قلله ولا في قليل إلا كثره"(24). ذكر الموت دواء لمرضى النفوس، وشحنة ومنفعة على القلوب. نسيان الموت يقسي القلب ويكسله عن الطاعات، والنظر إلى الخلق وإضافة الضر والنفع) إليهم يكفره ويسوده ويخجبه عن ربه عز وجل. الاعتماد على 1/1887] الأسباب ينقص الايمان، ويطفي نور الإيقان، ويحجب القلب عن ربه عز وجل، ويستدعي المقت منه ويسقط من عينيه، ويسد بابه قربه.
واحسرتاه عليكم! كيف تموتون وأنتم على ما أنتم عليه وقلوبكم فارغة من الإيمان والايقان والتوحيد والإخلاص والمعرفة لربكم عز وجل؟ ما أكثر اعتراضكم على ربكم عز وجل.
ويحكم من أنتم؟! ما أكثر وقاحتكم! قد جعلتم الاعتراض على ربكم (23) "إرادة غيرهه: نقص من "أه: (24) أخرجه الترمذي في السنن، كتاب الزهد، باب ما جاء في ذكر الموت، 3308 بلفظ: (أكثر ذكر هاذم اللذات (يعني الموت). كما أخرجه النسائي في السنن، كتاب الجنائز، باب كثرة ذكر الموت، 1824 . والحاكم في المستدرك، كتاب الرقاق ج 4 /321 . والهيثمي في المجمع، باب ذكر الموت ج309/10 145
Bogga 199