============================================================
لس ما أقل التوحيد فيكم! ما أقل الرضى عن الله فيكم! ما من دار إلا ما شاء الله إلا وفيها منازعة وسخط، ما اكثر شرككم بالأسباب والخلق، قد اتخذتم فلانا وفلانا أربابا من دون الله عز وجل، تضيفون الضر والنفع، والعطاء والمنع إليهم، (180/ ب] لا تفعلوا! ارجعوا إلى ربكم / عز وجل. فرغوا قلوبكم له. تضرعوا إليه. واسألوه حوائجكم. ارجعوا إليه في مهماتكم. مالكم موضع آخر. مالكم باب آخر. كل الأبواب مغلقة إلا بابه. آخلوا به في المواضع الخالية، وحدثوه وخاطبوه بالسنة يمانكم. كل واحد منكم إذا نام أهله، وسكنت أصوات الخلق فليتطهر وليضع هه على التراب، ويتوب ويعتذر، ويعترف بذنوبه، ويتعرض لنواله، ويسأل حوائجه ويشكو إليه من جميع ما يضيق به صدره، وهو ربكم 7ا غيره، هو إلهكم لا غيره، هو مليككم لا غيره. لا تهربوا منه لأجل سهام آفاته. كل من تقدمكم عاملهم بالبأساء والضراء والشدة والرخاء ليعرفوه وليشكروه، وليصبروا معه، (1/18] وليتوبوا إليه. العقوبات للعوام والكفارات للمؤمنين المتقين، والدرجات للصالحين المؤمنين المؤيدين الصديقين. قال النبي : "نحن معاشر الأنبياء أشد الناس بلاءأثم الأمثل فالأمثل"(10) المؤمن إذا ابتلي صبر، وكتم بلاءه عن الخلق، ولم يشك إليهم؛ وهذا قال النبي : "بشرى للمؤمنين في وجهه وحزنه في قلبه (10) اخرجه الدارمي في السنن، باب في اشد الناس بلاء، 2/، 320 عن سعد قال: سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أي الناس أشد بلاء، قال : الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل.
يبتلى الرجل على حسب دينه؛ فإن كان في دينه صلابة زيد صلابة، وان كان في دينه رقة خفف عنه، ولا يزال البلاء بالعبد حتى يمشي على الأرض ما له خطيئة" كما ذكره ابن جر في الفتح، 112/10.
Bogga 192