============================================================
اس العبادة ترك العادة، هي ناسخة لها، الشرع يسخ العادة ويزيلها. تمسكوا بشرع ربكم عز وجل، واتركوا عاداتكم. العالم يقف مع العبادة، والجاهل يقف مع العادة، عودوا أنفسكم وأولادكم وأهاليكم فعل الخير والدوام عليه. عودوا أيديكم البذل للدنيا، وعودوا قلوبكم الزهد فيها، لا تبخلوا بها على الفقراء إليها، لا تردوا السؤال لكم فيرد الحق عز وجل سؤلكم. كيف لا يرد سؤالكم وقد رددتم هديته. قال النبي : "هدية الله عز وجل إلى عبده السائل على بابه"(90). ويحك ما تستحي [آن] تقطع بفقر جارك وجوعه ثم تحرمه عطاءك بظن باطل. تقول: (116ب] معه ذهب خبأ وهو يظهر الفقر. تدعي الايمان وتنام وجارك جائع وعندك ما يفضل عنك ولا تعطيه. عن قريب يؤخذ مالك من يدك، وترفع مائدتك من بين يديك، وتذل وتفتقر قهرا وجبرا، وتفارقك دنياك التي هي محبوبتك، اتركوا الدنيا اختيارا لا اضطرارا ارضوا بأقسامكم ولا تنظروا إلى أقسام غيركم. اقنعوا بما يسد الرمق ويغطي العورة، فإن كان لكم شيء آخر فهو يجيء من وقته، هذا فعل الأذكياء المجربين، استراحوا والله من ثقل الطمع وذله. الزهاد عرفوا الدنيا ما عرفوها إلا عن معرفة وخبر عرفوا أنها تربي ثم تقتل، تعطي ثم تأخذ، تولي ثم تعزل، تحب ثم تبغض، تسمن ثم تأكل، تقبل ثم تدبر، ترفع على الرؤوس ثم (1/167 تنكس تحولوا عنها بقلوبكم ومعانيكم. لا تشربوا من ثديها، ( ولا تناموا في حجرها. لا ترغبوا فيها لأجل زينتها، ولين جلدها وثيابها، وطيب كلامها وحلاوة طعامها طعامها مسموم، هي قتالة سحارة مكارة غذارة. ما هي دار البقاء (90) انظر تخريجه ص 108
Bogga 178