229

Jala Caynayn

جلاء العينين في محاكمة الأحمدين

Daabacaha

مطبعة المدني

ثم قال: يا عبد الرحمن كلمه، فقال لي عبد الرحمن: ما تقول في القرآن فقلت له: ما تقول في علم الله تعالى فسكت. فقال لي بعضهم: أليس قال الله ﷿ ﴿خالق كل شئ﴾ [الرعد ١٦] والقرآن أليس هو شيئًا؟ قال أبي: فقلت قال الله ﷿ ﴿تدمر كل شئ بأمر ربها﴾ [الأحقاف ٢٥] فدمرت إلا ما أراد الله ﷿. وقال بعضهم: قال الله ﷿ ﴿ما ياتيهم من ذكر من ربهم محدث﴾ [الأنبياء ٢] أفيكون محدث إلا مخلوقًا؟ قال أبي: فقلت له قال الله ﷿ ﴿ص والقرآن ذي الذكر﴾ [ص الآية ١] والذكر هو القرآن، وتلك ليس فيها ألف ولا لام؟ قال أبي: وذكر بعضهم حديث عمران بن حصين: ان الله ﷿ خلق الذكر؟ فقلت: هذا خطأ حدثنا غير واحد أن الله ﷿ كتب الذكر.
وأحتجوا على بحديث ابن مسعود: «ما خلق الله ﷿ من جنة ولا نار ولا سماء ولا أرض أعظم من آية الكرسي» . قال ابي: فقلت إنما يوقع الخلق على الجنة والنار والسماء والأرض، ولم يقع على القرآن. قال: فقال بعضهم حديث خباب: «يا هنتاه تقرب إلى الله تعالى بما أستطعت فإنك لم تتقرب إليه بشئ أحب إليه من كلامه» .
قال: هذا كذا هو، فجعل ابن أبي داود ينظر إليه كالمغضب. قال: وكان يتكلم هذا فأرد عليه. فإذا أنقطع الرجل منهم أعترض ابن أبي داود فيقول: يا أمير المؤمنين، هو والله ضال مضل مبتدع! قال أبي: فيقول: كلموه وناظروه فيكلمني هذا فأرد عليه، ويكلمني هذا فأرد عليه، فإذا أنقطعوا يقول لي - يعني المعتصم -: ويحك يا أحمد؟ ما تقول؟ فأقول: يا أمير المؤمنين، أعطوني شيئًا من كتاب الله ﷿ أو سنة رسوله ﷺ حتى أقول به.

1 / 231