212

Jala Caynayn

جلاء العينين في محاكمة الأحمدين

Daabacaha

مطبعة المدني

والمجوس. وقد صنف غير واحد من الأفاضل في ترجمة هذا الحبر الكامل كتبًا ورسائل، ولا سيما العلامة أبن الجوزي قد أتى بالعجب العجاب، في كتابه المشتمل على مائة باب، وسنذكر منه على وجه الاختصار جملًا تنشرح بها الصدور والأبصار.
(فأقول): قال صالح ابن الإمام أحمد: ولد أبي سنة أربع وستين ومائة في ربيع، وجئ به من مرو حملًا. وكذا روى ولده عبد الله عن أبيه أنه قال: قدمت بي أمى حاملًا من خراسان.
وقال أبو زرعه عنه: أصله بصري وخطته بمرو، وتوفى أبوه وهو طفل، ونشأ ببغداد وطلب بها العلم والحديث من شيوخنا، ثم رحل بعد ذلك في طلب العلم إلى البلاد كالكوفة والبصرة وما والاها، والمدينة والشام واليمن والجزيرة، وكتب عن علماء كل بلد، وقال: أول من كتبت عنه الحديث أبو يوسف.
ومشايخه كثيرون ومن أجلهم: عبد الرزاق بن همام، وقد رحل إليه إلي اليمن، وقال: ما قد علينا مثل أحمد بن حنبل. وقال وكيع: ما قدم الكوفة مثل أحمد. وقال قتيبة بن سعد: إذا رأيت الرجل يجب أحمد بن حنبل فأعلم أنه صاحب سنة. فقال مزاحم الخاقاني مضمنًا لذلك: [طويل] .
لقد صار في الآفاق أحمد محنة وأمر الورى فيها فليس بمشكل
ترى ذا الهوى جهلًا لأحمد مبغضًا ... ... وتعرف ذا التقوى يجب أبن حنبل
(قلت): ورأيت في تاريخ الخطيب البغدادي نحو هذين البيتين لأبن أعين وهما:
أضحى ابن حنبل محنة مأمونة وبحب أحمد يعرف المتنسك
وإذا رأيت لأحمد متنقصًا ... فأعلم بأن ستوره ستهتك

1 / 214