48

Jahiz

الجاحظ: أئمة الأدب (الجزء الأول)

Noocyada

وبالقلب مني مذ نأيت وجيب

ولي نفس حتى الدجى يصدع الحشا

ورجع حنين للفؤاد مذيب

ولي شاهد من ضر نفسي وسقمها

يخبر عني أنني لكئيب

كأني لم أفجع بفرقة صاحب

ولا غاب عن عيني سواك حبيب

وله من كتاب إلى ابن الزيات

لا والله ما عالج الناس داء قط أدوى من الغيظ، ولا رأيت شيئا هو أنفذ من شماتة الأعداء، ولا أعلم بابا أجمع لخصال المكروه من الذل. ولكن المظلوم ما دام يجد من يرجوه، والمبتلى ما دام يجد من يرثي له، فهو على سبب درك وإن تطاولت به الأيام. فكم من كربة فادحة وضيقة مصمتة قد فتحت أقفالها وفككت أغلالها، ومهما قصرت فيه فلم أقصر في المعرفة بفضلك، وفي حسن النية بيني وبينك، لا مشتت الهوى لا مقسم الأمل على تقصير قد احتملته وتفريط قد اغتفرته. ولعل ذلك أن يكون من ديون الإدلال وجرائم الإغفال، ومهما كان من ذلك، فلن أجمع بين الإساءة والإنكار، وإن كنت كما تصف من التقصير وكما تعرف من التفريط، فإني من شاكري أهل هذا الزمان وحسن الحال متوسط المذهب، وأنا أحمد الله على أن كانت مرتبتك من المنعمين فوق مرتبتي في الشاكرين.

أمثلة من جمل الجاحظ تجري مجرى الأمثال

Bog aan la aqoon