387

Cusub ee Xikmadda

الجديد في الحكمة

Baare

حميد مرعيد الكبيسي

Daabacaha

مطبعة جامعة بغداد

Sanadka Daabacaadda

1403م-1982م

Goobta Daabacaadda

بغداد

ويكون علمه بجميع ذلك على الوجه الذي لا يتغير ، وقد عرفت | كيفية إدراك الجزئيات المتغيرة ، على وجه لا يلحقه التغير . وقد بان من | هذا أن علمه لا يجوز أن يكون انفعاليا ، كما يستفيد صورة البيت من | البيت ، بل علمه إنما هو فعلي ، إذ نفس وجود الأشياء عنه نفس | معقوليتها له .

وأنت تعلم أن علمه بهذه المعقولات هو بعينه صدورها عنه ، كما | أن علمه بعلمه بذاته ، هو نفس وجوده .

وهكذا الحال في علمنا بعلمنا بأمر ما ، لأن علمنا به ، هو وجوده | في أذهاننا .

ولا يصح أن يقال أن وجوده في أذهاننا يوجد فيه مرة أخرى ، حتى | يكون علمنا بعلمنا ، هو هذا الوجود الثاني ، بل وجوده مرة واحدة ، هو | علمنا به ، وعلمنا بعلمنا به ، وعلى هذا ، إلى أن ينقطع اعتبار المعتبر .

وإذا كان كذلك ، كانت نسبة المعلومات إليه نسبة صورة بيت | نتصوره فنبين البيت بحسبه ، إلا أنك تحتاج إلى استعمال آلات ، حتى | تتوصل إلى بناء البيت ، وهناك يكفي التصور في صدور الفعل عنه ، بل | علمه هو صدور المعلومات عنه .

ولما كان علمه بما سواه ، إنما هو بسبب العلم بأسبابه التي بها | يجب ، فهو إذن يعرف وجوب إمكان الأشياء في ذواتها ، ووجوب وجودها | بأسبابها . فعلمه بالأمور الممكنة على هذا الوجه ، إنما هو يقيني ، ولا | يجوز أن يكون ظنيا البتة . وإذا كان الحي عبارة عن الدراك الفعال ، | فالواجب لذاته حي .

ومما يدل على علم الواجب وحياته ، أن الانسان إنما علم بنفسه ، | لأن نفسه مجردة ، وهو ليس غائبا عن نفسه ، حتى يحتاج إلى ( لوحة | 359 ) حصول مثاله وصورته فيه ، ليعلمه ، بل نفسه حاضرة لنفسه ، | وذاته غير غائبة عن ذاته ، فكان عالما بنفسه . |

Bogga 551