360

Cusub ee Xikmadda

الجديد في الحكمة

Baare

حميد مرعيد الكبيسي

Daabacaha

مطبعة جامعة بغداد

Sanadka Daabacaadda

1403م-1982م

Goobta Daabacaadda

بغداد

ولا يبعد وجود عقول متكافئة تكافؤ النفوس الإنسانية . وربما | يمكنك أن تستدل على كثرة العقول بما عرفت من افتقار التحريكات | المنسوبة إلى القوى النباتية والحيوانية ، إلى موجود له عناية بأنواع | | النبات والحيوان ، هو غير النفس الناطقة وما يجري مجراها ، لغفول | الإنسان عن نموه وتغذيته وتولد ما يتولد منه .

وإذا تنبه لشيء من ذلك في الحجلة ، فلا يعلم كيفيته ولا سببه ولا | ما فيه من التدبير المتقن والنظام . ولو كان المعتني بالنوع نفسا متعلقا | به تعلق نفوسنا بذاتنا ، لكان يتألم بتضرر الأبدان ، فما كان يزال | في الألم ، لأن عنايته بجميع أبدان نوعه ، لا ببدن واحد فقط .

وليست هذه العناية عناية تعلق ، بحيث يحصل منه ومن البدن | الذي يتصرف فيه حيوان واحد ، هو نوع واحد . والحدس يحكم من | هذا وما يجري مجراه ، أن للأنواع الجسمانية ذواتا روحانية فيها هيئات | روحانية ، تكون النسب الجسمانية في النوع الجسماني ، كظل لها . | ولما لم ينحفظ ذلك النوع في شخص معين لضرورة الوقوع تحت الكون | والفساد ، حفظ بشخص منتشر .

فتلك الذوات هي التي تمد الأنواع بكمالاتها ، وتحفظها بتعاقب | أشخاصها ، مع كونها غير متعلقة بها . فإن من له رتبة الإبداع لجسم ، | لا تقهره علاقة ذلك الجسم ، حتى يصير بحيث يفتقر في صدور الفعل | عنه إلى توسطه . وليس من شرط المتصرف في جسم أن يكون مبدعا له ، | ولا من شرط المبدع لجسم أن يتصرف فيه .

ولا يستنكر كون الهيئات الجرمانية مماثلة أو مناسبة للهيئات | الروحانية ، فإن الإنسانية الكلية هي في الذهن مجردة غير مقدرة ، مع | أن التي في الأعيان ليست كذلك .

Bogga 522