347

Cusub ee Xikmadda

الجديد في الحكمة

Baare

حميد مرعيد الكبيسي

Daabacaha

مطبعة جامعة بغداد

Sanadka Daabacaadda

1403م-1982م

Goobta Daabacaadda

بغداد

( و ) أما كون تحريكها لأمر غير معشوق ، فهو أمر لا يتصور | في التحريك الارادي ، فإنه لا بد وأن يكون لشيء يطلبه المريد ، ويختار | | حصوله على لا حصوله ، وكل مطلوب ومختار فهو محبوب . ودوام | الحركة يدل على فرط الطلب الدال على فرط المحبة ، والمحبة المفرطة | هي العشق .

فالتحريك الذي لها هو لأجل معشوق ومختار . وأما كون المعشوق | ذاتا تنال ، فامتناعه بسبب أن ذلك النيل لا يمكن ( أن يكون ) إلا | دفعة ولو كان كذا لكان إذا نيلت الذات وقفت الحركة ، لكنها لا تقف ، | فلا تنال الذات بها . وأما كون المعشوق صفة تنال ، فلا يتصور نيلها | بذاتها إلا إذا انتقلت من محلها إلى ذات العاشق الطالب لها بالحركة ، | وقد عرفت كيفية الحال في امتناع انتقال الأعراض المتشخصة بمحالها . | وإذا لم تنتقل هي بعينها ، بل حصل ما يماثلها فما نيلت هي ، بل | شبيهها هو الذي نيل .

وأما كون المعشوق لا ينال هو ولا شبيهه ، فيمنع جوازه دوام | حركتها فإنه لو كان كذلك ، لكان المتحرك بالارادة حركة دائمة ، طالبا | للمحال ( لوحة 347 ) أبدا والعقل السليم لا يتصور ذلك في المريد | بإرادة كلية ، يتصور بها جوهر مجرد عن الغواشي المادية .

Bogga 509