324

Cusub ee Xikmadda

الجديد في الحكمة

Baare

حميد مرعيد الكبيسي

Daabacaha

مطبعة جامعة بغداد

Sanadka Daabacaadda

1403م-1982م

Goobta Daabacaadda

بغداد

فكل النفوس تستند في وجود ذاتها إلى عقل : إما بغير واسطة | بينها وبينه ، وأما بواسطة هي نفس ، ولكن لا من حيث تأثيرها في | وجود النفس المعلولة لها ، فإنها من تلك الحيثية عقل ، لاستغنائها في | ذلك الفعل في ذاتها وفي فاعليتها عن الجسم ، وقد مر تقريره .

وليس بمتنع أن يكون شيء واحد باعتبار وعقلا باعتبار ، ( و ) | نفسا في زمان ، وعقلا في زمان آخر ، فإن المجرد الذي يفعل فعلا باعتبار | تعلقه ببعض الأجسام ، ويفعل فعلا آخر باعتبار تجرده عن تلك العلاقة في | وقت آخر ، هو بهذه المثابة .

والنفوس الناطقة بعد موت البدن إن لم تتعلق حينئذ بجسم البتة ، | فهي عقول في تلك الحال ، لا نفوس . وقد كانت قبل ذلك نفوسا | لا عقولا ، فهذا مما لا يمنعه صريح العقل بغريزته . بل إن كان ممتنعا | فنحتاج في بيان امتناعه إلى دليل منفصل .

فقد يحصل من جميع هذا ، إن النفس ليس علتها الفاعلية القريبة | هي الواجب الوجود ، ولا عرض ، ولا جسم ، ولا أحد جزئيه ، أعني : | المادة والصورة ، ولا نفس أخرى ، من حيث هي نفس .

Bogga 485