299

Cusub ee Xikmadda

الجديد في الحكمة

Baare

حميد مرعيد الكبيسي

Daabacaha

مطبعة جامعة بغداد

Sanadka Daabacaadda

1403م-1982م

Goobta Daabacaadda

بغداد

والعارف إذا توجهت نفسه إلى العالم القدسي استتبعت القوى | الجسمانية ، فوقفت الأفعال النباتية ، فلم يقع من التحلل إلا دون ما يقع | في حال المرض ، إذ في المرض حرارة غريبة محللة ، ومضاد مسقط للقوة | وعدم ( لوحة 332 ) السكون البدني ، الذي يقتضيه ترك القوى البدنية | أفاعيلها عند مشايعتها للنفس .

وكذلك إذا بلغك أن عارفا أطاق بقوته ما خرج عن وسع مثله فإن | الغضب ، والانتشاء المعتدل والفرح المطرب ، يزيد في القوة زيادة | كثيرة ، والحزن والخوف ينقصها نقصانا كثيرا ، فلا عجب لو ارتاح | العارف ارتياحا ، يولي قوته سلاطة أو غشيته عزة تشعل قواه حمية ، | ويكون ذلك أعظم مما يكون عند طرب أو غضب لغير ذلك .

وأول درجات حركات العارفين هي الارادة ، وهي أول حركة | النفس إلى الاستكمال بالفضائل . وقبلها التوبة ، وليست بحركة ، إنما | هي عبارة عن عن تألم النفس على ما ارتكبت من الرذائل ، مع جزم القصد | إلى تركها ، وتدارك الفائت ، بحسب الطاقة . ثم يحتاج في نيل الكمال | الحقيقى إلى الرياضة ، وهي : منع النفس عن الالتفات إلى ما سوى | الحق ، وإجبارها على التوجه نحوه ، ليصير الانقطاع عما دونه ، | والاقبال عليه ملكه لها ، وذلك إنما يتم بإزالة الموانع الخارجية بتنحيه | ما دون حق عن سنن الايثار .

والداخلية بصرف قوى التخيل والتوهم إلى التوهمات المناسبة | للأمر القدسي عن التوهمات المناسبة للأمر السفلي ، وبتهيئة ( الشر ) | لأن تتمثل فيه الصور العقلية بسرعة . |

Bogga 459