283

Cusub ee Xikmadda

الجديد في الحكمة

Baare

حميد مرعيد الكبيسي

Daabacaha

مطبعة جامعة بغداد

Sanadka Daabacaadda

1403م-1982م

Goobta Daabacaadda

بغداد

وههنا تفنى القوة الحيوانية ، ثم القوة الحيوانية بالجملة تخدمها | القوة النباتية ، وأولها وأرأسها المولدة ، ثم المربية تخدم المولدة ثم | الغاذية تخدمها جميعا . ثم القوى الطبيعية الأربع ، تخدم هذه ، | والهاضمة تخدمهما من جهة الماسكة ، ومن جهة الجاذبة والدافعة . | وتخدم جميعها الكيفيات الأربع . لكن الحرارة تخدمها البرودة ، وتخدم | كلاهما اليبوسة والرطوبة وجاز أن تكون النظرية والعملية مجرد | اعتبارين للنفس لا غير .

وجاز كونهما بسبب قوى ثابتة في النفس أو هيئات ولا مانع أن | يكون كمال القوتين ونقصانهما ، بسبب استعدادات تلحق من القوى | البدنية ، وأحوال المتخيلة وكثرة التفات النفس وقلته إلى أحد الجانبين ، | أعني : العالي والسافل . ولأحوال المزاج فيه مدخل ، كما قد يكون | بعض الناس مزاجه يناسب الغضب أكثر ، وبعضه الأمور الشهوانية ، | وهكذا الخوف والغم وغيرها .

ولا يعرض ذلك للنفس من حيث جوهرها ، بل بعضه يعرض | للبدن من حيث هو ذو بدن ، كالشهوة والغضب . وللمباديء الغائبة | عنا فيما يحدث في النفس مدخل عظيم ، قد سبق منه أنموذج .

والنفس هي أصل القوى كلها ، وليس فينا نفس إنسانية وأخرى | حيوانية وأخرى نباتية ، لا يرتبط فعل بعضها بفعل بعض ، فإن لك أن | تقول : أحسست ، فغضبت ، وأدركت فحركت فمبدأ الجميع أنت ، وأنت | نفس شاعرة ، كل القوى من لوازمها ، وهي بجملتها آلات لها ، إذ | المحركة ليست إلا لجلب النافع ، أو دفع الضار . والمدركة ليست إلا | كالجواسيس التي تنتقص الأخبار ، والمصورة والذاكرة ، هي لحفظها . |

Bogga 443