281

Cusub ee Xikmadda

الجديد في الحكمة

Baare

حميد مرعيد الكبيسي

Daabacaha

مطبعة جامعة بغداد

Sanadka Daabacaadda

1403م-1982م

Goobta Daabacaadda

بغداد

ونظير ذلك في النفس بالقياس إلى معقولاتها المكتسبة بالنظر ، أن | يحصل فيها من المعقولات الأولية ما يمكنها أن تتوصل منها وبها إلى | المعقولات الثانية ، وحينئذ تسمى عقلا بالملكة ، وإن كانت بالقياس إلى | ما قبلها بالفعل . والانتقال من الأوائل إلى الثواني قد يكون بالفكر ، | وقد يكون بالحدس ، بأن يتمثل الحد الأوسط في الذهن دفعة : أما عقيب | طلب وشوق من غير حركة ، وأما من غير اشتياق وحركة ، ويتمثل معه | المطلوب وما يلزمه . فلا فرق بين الفكر والحدس ، ألا وجود الحركة في | الفكر وعدمها في الحدس .

وكلاهما يختلف فيه الناس في قتله وكثرته ، وبطئه وسرعته . | وكما تجد جانب النقصان ينتهي إلى عديم الحدس ، وغير منتفع بالفكر | فأيقن أن الجانب الذي يلي الزيادة يمكن انتهاؤه إلى غنى في أكثر أحواله | عن التعلم والتفكر ( لوحة 327 ) وثالث المراتب المذكورة ، هو أن يكون | فقط ، كقوة الكاتب المستكمل للصناعة ، إذا كان غير كاتب بالفعل .

ونظيره في النفس ، أن تحصل لها الصور المعقولة المكتسبة ، بعد | المعقولة الأولية ، إلا أنه ليس يطالعها ويرجع إليها بالفعل . بل كأنها | عنده مخزونة ، فمتى شاء طالعها ، فعقلها وعقل أنه عقلها . ويسمى | عقلا بالفعل ، وإن كان بالقوة إذا قيس إلى ما بعده ، إلا أنه قوة قريبة | إلى الفعل جدا .

ورابع تلك المراتب ، هو أن يتحصل بالفعل ما كان الاستعداد | له أن يفعل متى شاء من غير حاجة إلى اكتساب ، بل يكفيه أن يقصد | استعدادا لها ، كالمستكمل لصناعة الكتابة ، في حال مباشرته لها ، وهذه | هي الفعل المطلق . |

Bogga 441