215

Cusub ee Xikmadda

الجديد في الحكمة

Baare

حميد مرعيد الكبيسي

Daabacaha

مطبعة جامعة بغداد

Sanadka Daabacaadda

1403م-1982م

Goobta Daabacaadda

بغداد

فإن من الرياح والزوابع ، ما يقلع الأشجار العظام ، ويختطف | المراكب من البحار . ومن الصواعق ما ينزل إلى قعر البحر ، فيحرق | ما يمر به ، من الحيوانات التي فيه . وربما وقع على جبل فدكه | ( دكا ) وقد يكون جرم الصاعقة دقيقا مثل حد السيف ، فيقطع | ما يصادفه من الأشياء الصلبة بنصفين ، ولا يكون مقدار الانفراج إلا | قليلا . هذا ، مع أن مادتها ، قد قيل : إنها تكون لطيفة جدا ، لشدة | تسخنها .

واللطافة توجب شدة الانفعال ، لا قوة الفعل ، لا سيما ، مثل | هذه الأفعال العظيمة . وقد تنفذ في النبات والأشياء الرخوة ، وتنصدم | بالأشياء الصلبة : كالحديد والذهب ، فتذيبها ، حتى تذيب الذهب في | الكيس ، ولا تحرق الكيس ، وتذيب ذهب المراكب ، ولا تحرق السير .

ومن الكواكب ذوات الأذناب ما يبقى شهورا عديدة ، وقد يعد | فيها ماله حركتان : طويلة وعرضية .

والأسباب المادية ( والفاعلية ) التي ذكرتها لا تكفي في هذه | وأمثالها ، بل لا بد من القوى الروحانية ، حتى تتم هذه الأمور وما يجري | مجراها .

وليس في قوة من شاهدناه ، أو سمعنا به ، من البشر ، أن يعرف | العلل التامة ، لكل واحد واحد ، من هذه المتكونات على ( لوحة 308 ) | التفصيل ، بل ولا أن يحصرها ، فضلا عن أن يحيط بعلة كل واحد | منها .

وإذ لا سبيل لنا إلى استقصاء ذلك ، فالاقتصار على هذا القدر | منها ، هو أحرى وأولى . | | فارغة | |

Bogga 371