185

Cusub ee Xikmadda

الجديد في الحكمة

Baare

حميد مرعيد الكبيسي

Daabacaha

مطبعة جامعة بغداد

Sanadka Daabacaadda

1403م-1982م

Goobta Daabacaadda

بغداد

والاتحاد على غير هذه الوجوه باطل ، وليس انعدام أحد | الهيوليين أولى من الآخر ، فلا بد من عدمها معا . ثم خصص بعض | الهيولي بصورة دون البعض ، لكانت منقسمة متمايزة الأجزاء دون | | الصورة . والمحال لازم ، سواء أتصل البعض بالبعض ، أو انفصل | عنه . وهذا وما قبله فلا يدلان ( على ) أن الهيولي لا تتجرد عن | الصورة مطلقا ، وكيف كان .

بل الأول منهما يدل على أن الهيولي المقترنة بالصورة ، لم | تكن مجردة عن صورة أصلا . والثاني يدل على أنها لا تتجرد بعد | حصول الصورة فيها ، ولا يبعد أن يحدث من ذلك عدم تجردها | عنها مطلقا . والصورة أيضا ، لا تتجرد عن الهيولي ، لأن الاتصال من | حيث هو اتصال ، لو كان غنيا بذاته ، عما يقوم فيه ، لبقى ذلك | الاستغناء ببقاء ذاته ، وقد بين أنه ليس كذا .

ولا تخلو الهيولي أيضا من صورة أخرى ، تختلف بها الأجسام | أنواعا : كالصورة الأرضية والهوائية والفلكية . وذاك لأن الأجسام | مختلفة في اللوازم ، فإنها إما أن تقبل الانفكاك والالتئام والتشكل | بسهولة ، كالأجسام الرطبة ، أو بعسر ، كاليابسة ، أو لا تقبلهما أصلا ، | كالمحدد ، على ما ستعلم .

والاختلاف في اللوازم يقتضي الاختلاف في الملزومات فهذه الأمور | لا تقتضيها الجزمية المتشاركة في جميع الأجسام ، إذ لو اقتضت شيئا منها | لكان كل جسم كذلك ، وليس كذا ، ولا تقتضيها أيضا الهيولي ، لأنها | قابلة لها ، والقابل لا يكون فاعلا لما يقبله ، فلها علة غيرهما .

Bogga 340