175

Cusub ee Xikmadda

الجديد في الحكمة

Baare

حميد مرعيد الكبيسي

Daabacaha

مطبعة جامعة بغداد

Sanadka Daabacaadda

1403م-1982م

Goobta Daabacaadda

بغداد

وإن كانت غير مختلفة ، فإذا ذلك لعدم اختلاف الدواعي | والارادات . ولو كان المقصود بالحركة المستديرة حصول وضع متعين | فذلك الوضع : إما بالفعل أو لا بالفعل والذي ليس بالفعل بوجه لا | يحدث عنه تأثير بالفعل ، ولا يتصور تعينه ، فهو إذن بالفعل . وذلك | الفعل إما بحسب الوجود الخارجي أو الذهني ، ولو كان بحسب الخارجي | | لوجد بالفعل تعينات لا نهاية لها ، لأنه ليس بعضها أولى بأن يخرج إلى | الفعل من بعض ، فيما حركته مستديرة . ثم لو كانت تلك الأوضاع | موجودة بالفعل ، لما كانت مطلوبة ، فبقي أن يكون متوهما بحسب | الذهن .

وذلك التوهم : إما مؤثر أو غير مؤثر ، فإن لم يكن مؤثرا ، | فسواء كان أو لم يكن ، بل يكون سبيله سبيل المجاذبات المختلفة ، التي | لا يجب لأجلها أن يصير الجسم ، منقسما بالفعل ، بل التوهم أضعف | ( من ) ذلك ، فهو توهم مؤثر في الحركة ، فهو إذن توهم المتحرك ، | وهو المطلوب .

ويحتاج هذا الوجه إلى معاضدة حدس . وكيف يصح عند ذي | فطرة سليمة أن تؤخذ حركة دورية ، مع أنه لا وضع أولى من وضع ، | إذا لم يكن هناك سبب مرجح لوجود أحد الأوضاع ، من دون آخر مثله ، | وليس إلا لتوهم أو تصور .

والحركة المستقيمة ، وإن كان الجسم الذي يتحرك بها ، يقصد | جزءا من المسافة ، ثم يهرب منه إلى آخر ، فليس توجهه إليه هو نفس | توجهه عنه ، بخلاف الحال في المستديرة .

وأيضا ، فإن المتحرك في الاستقامة تتغير ميوله إلى التشدد في | الحركات الطبيعية ، وإلى الضعف في القسرية على الاتصال ، فيكون | مقتضي كل منهما ، غير مقتضي الآخر ، وقد عرفت أن حال ميل هذه | البطائع تختلف ( بتقدير ) المسافات . |

Bogga 329